يوفر هذا الكتاب، الذي ألفه مستشار عربي بارز لشؤون النفط، وصاحب مشوار طويل في العمل في كل من الولايات المتحدة والشرق الأوسط، تحليلاً نادرًا للدوافع الحقيقية وراء التدخل الأميركي في العالم العربي، وطبيعة العلاقة التي تربط الولايات المتحدة بالدول العربية وأبعا
أنت هنا
قراءة كتاب أمريكا بعيون عربية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
ولعل حروب الإمبراطورية الأمريكية النفطية العلنية في بداية القرن الواحد والعشرين كانت نتيجة إدراك الولايات المتحدة بأن بداية النهاية لعصر النفط - ابتداءً من بداية نهاية عصر النفط الرخيص - قد بدأت، حيث أصبحت الولايات المتحدة مستوردة لأكثر من ثلثي احتياجاتها النفطية، وحيث أن منطقتنا هي الحاملة لأكثر من ثلثي احتياطي العالم ذات الكلفة الأرخص في استخراجه؛ فقد اندفعت الولايات المتحدة لغزو أفغانستان ومن ثم العراق بطريقة القاتل أو المقتول، غير آبهة بمعارضة الحلفاء والأعداء على حد سواء· وكما يبين هذا الكتاب فإن عملية غزو حقول نفط الشرق الأوسط العربية والإسلامية واحتلالها قد بدأ التفكير بها ثم التخطيط لها ثم التدرج في تنفيذها منذ السبعينات من القرن العشرين· وكما أن النفط سلاح (إعمار) شامل قامت عليه المدنية الغربية الحديثة بأكملها؛ فإنه أيضًا سلاح (دمار) شامل يمكن أن يُدمر أي اقتصاد يتم حرمانه منه·
في كتابه المعنون (الدولة المارقة) يبين الكاتب الأمريكي ويليام بلوم William Blum أن أهداف الإمبراطورية الأمريكية ثلاثة:
خدمة المال وشركاته وفتح الأسواق لها في أرجاء العالم كافة بتطويع قوانين الدول لتنسجم مع متطلبات تلك الشركات العابرة للقارات باسم العولمة·
عدم السماح بقيام أي مجتمع يمكن أن يمثل نموذجًا ناجحًا يتنافس مع النظام الرأسمالي الأمريكي، والذي وصفته عقيدة بوش الثاني بالنظام العالمي الصالح لكل الدول والأفراد ولكل زمان ومكان·
الهيمنة الكاملة على دول العالم بأجمعه لتحقيق الهدفين أعلاه·
يندرج احتلال العراق تحت البند الأول لإفساح المجال لشركات النفط المتعددة الجنسيات باستغلال الثروة النفطية العراقية· ولكن أين يمكن أن تتنافس الدول العربية والإسلامية الغارقة في التخلف بجميع أشكاله وأنواعه مع أكثر أمم التاريخ قوة وعلمًا واقتصادًا؟ لكن يبدو أن قوى المؤسسة الدائمة الحاكمة في الولايات المتحدة والغرب لها رأي آخر في ذلك، فصامويل هانتغتون Samuel Huntigton يكتب في صفحة (205) من كتابه المشهور صراع الحضارات، ويقول يرى الزعماء السياسيون الغربيون، ومنهم المستشار الألماني ورئيس الوزراء الفرنسي، صحة ما صرح به السكرتير العام لحلف ناتو NATO سنة 1995، بأن الأصولية الإسلامية هي على الأقل توازي الخطر الذي كانت تمثله الشيوعية للغرب، كما أن عضوًا بارزًا جدًا في إدارة كلينتون صرّح بأن الإسلام هو المنافس العالمي للغرب·