أنت هنا

قراءة كتاب أمريكا بعيون عربية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أمريكا بعيون عربية

أمريكا بعيون عربية

يوفر هذا الكتاب، الذي ألفه مستشار عربي بارز لشؤون النفط، وصاحب مشوار طويل في العمل في كل من الولايات المتحدة والشرق الأوسط، تحليلاً نادرًا للدوافع الحقيقية وراء التدخل الأميركي في العالم العربي، وطبيعة العلاقة التي تربط الولايات المتحدة بالدول العربية وأبعا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3
يشرح كتابنا هذا بأن استراتيجيي الغرب يرون أن لا عولمة ولا هيمنة دونما قبول الدول والشعوب الإسلامية بالأنظمة الغربية، جملةً وتفصيلا· ولو أردنا الاستمرار في إنكار الواقع المفروض علينا لقلنا إن الغرب علماني، ولعل ما يزعجه هو غلاة المسلمين وأصوليوهم· لكن هانتنغتون وهو ابن المؤسسة الدائمة الحاكمة لا يلبث أن يزيل هذا الغموض بشكل لا يقبل أي التباس؛ فيقول في ص (217) من كتابه المذكور: إن المشكلة بالنسبة للغرب هي ليست الأصولية الإسلامية، المعضلة هي في الإسلام نفسه وحضارته المختلفة التي يؤمن المسلمون بتفوقها، في الوقت الذي يعانون به من ضعف في القوة· ليست مشكلة الإسلام هي وكالة المخابرات المركزية (CIA) ولا وزارة الدفاع، المشكلة هي في الغرب ذاته وبأنه ذو حضارة يؤمن أصحابها بتفوقها وبضرورة عولمتها لسائر البشر في كل أرجاء العالم· هذه هي عوامل الفرقة التي تغذي الخلاف بين الإسلام والغرب ولو أردنا الزيادة في إنكار الواقع فنقول: كل ذلك بسبب 11 سبتمبر 2001، ألم يقل بوش بأن كل شيء قد تغير بعد ذلك الحدث؟ لكن المشكلة تبقى بأن هذه النوايا والأقوال كانت مبيّتة قبل 11 سبتمبر - لأنها صدرت في سنة 1995 !!
 
لم يكن ذنب العراق الحقيقي أكثر من أن الله قد حباه بثروات طبيعية ونفط، ونرجو من الله ألاّ يستذكر الآخرون أنهم أُكلوا يوم أكل الثور الأبيض· كان إنتاج العراق لملايينه الثلاثة باليوم من البترول من 18 حقلاً من النفط فقط من أصل 80 - فهناك 62 حقلاً ينتظرها قانون النفط الجديد
 
ومن هنا تأتي الحاجة الإمبراطورية الإمبريالية للنفط لفرض الهيمنة على الآخرين، حيث ترى الإمبراطورية الأوحد في العالم أنها لا يمكن أن تترك مصيرها بأيدِ أجنبية مهما بلغت صداقتها تلك، وبذلك أصبح احتلال مصادر الثروات الطبيعية بما فيها النفط ركنًا ثابتًا من أركان السياسة الإمبريالية الجديدة· وحيث إن النفط مادة آيلة للنضوب، وقد بدأ العد التنازلي لهذا النضوب في الولايات المتحدة الـ 48 منذ عام 1971، وفي ألاسكا منذ سنين قريبة، وفي بحر الشمال أيضًا، أصبح نفط البلدان العربية والإسلامية هو مفتاح الحياة لبقاء الاقتصاد الغربي لكي يكون أو لا يكون··· كذلك فإن الولايات المتحدة في عصر العولمة قد نصبت نفسها شرطي العالم والعولمة؛ ذلك لأن فوائد هذه العولمة يتم تجييرها لصالح الإمبراطورية الأمريكية· وهنا نستذكر تعليق جورج كينان George Kennan مهندس سياسة الاحتواء بعد الحرب العالمية الثانية، عندما تم بحث السماح بتصنيع اليابان أم عدمه، حيث قال إنه بإمكان اليابان التصنيع كما تشاء، على أن تكون اليد الأمريكية قابضة على صمامات النفط التي تغذي تلك المصانع لتغلقها متى تشاء· 

الصفحات