هذا الكتاب يعرض للتضليل والخديعة، التي حاك العدو خيوطها لإفشال مفاوضات كامب ديفيد، بلغة علمية تمسك بكل التفاصيل ولا تغفل مصدراً صحفياً دون أن تفلّيه وتحفر فيه عن الحقيقة التي سرعان ما اهتزت في وعينا وذاكرتنا الضعيفة.
أنت هنا
قراءة كتاب الخداع الإسرائيلي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
وفي مواجهة تشاؤم فلسطيني حول مصير هذه المفاوضات، برز إصرار إسرائيلي على ضرورة متابعتها من خلال قمة ثلاثية بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزراء إسرائيل إيهود باراك والرئيس الأميركي بيل كلينتون· وما لبث الرئيس الأميركي أن تبنى هذا الموقف وبدأ يضغط باتجاه عقد قمة تفاوضية، وقد انعقدت هذه القمة فعلا في منتجع كامب ديفيد الأميركي في الحادي عشر من شهر تموز (يونيو) عام 2000·
حسب شهادة فلسطينية (ياسر عبد ربه) ، لم يكن الرئيس عرفات يريد القمة الثلاثية في كامب ديفيد، ذهب إليها مرغما بناء على طلب وإلحاح الرئيس كلينتون الذي كان ينسق جهوده مع باراك الذي كان يرغب بشدة في انعقاد القمة، معتقدا أن العرض الذي سيحمله سيقنع عرفات بالموافقة· كانت طريقة عرفات في رفض القمة قوله لكلينتون إن القمة تحتاج إلى تحضير، وتحتاج بشكل محدد إلى تطبيق إسرائيلي للإنسحاب الثالث من الضفة الغربية (اتفاق أوسلو)· ولكن أمام إلحاح كلينتون المتواصل وافق على الذهاب دون رغبة·
بعد مغادرة غزة، توقف عرفات في القاهرة والتقى مع الرئيس حسني مبارك، وأبلغ مبارك أنه لا ينوي بحث موضوعي القدس واللاجئين في قمة كامب ديفيد، وسيركز على بحث قضايا المرحلة الإنتقالية المؤجلة، لأن البحث في قضيتي القدس واللاجئين لا يمكن أن يتم إلا على اساس تفاهم فلسطيني ــ عربي· وقدر عرفات مدة أسبوع لقمة كامب ديفيد، واتفق مع الرئيس مبارك أن يكون هذا الأسبوع أسبوع اتصالات تجريها مصر مع الأطراف العربية المعنية، وبهدف عقد قمة مصغرة ترسم موقفا عربيا موحدا في قضيتي القدس واللاجئين، وقال للرئيس مبارك إنه سيعود بعد أسبوع ليتشاور معه في نتيجة اتصالاته· وقد أجرت مصر اتصالات علنية وسرية مع أكثر من طرف عربي، وبحثت في إمكان عقد قمة للتشاور، ولكن الولايات المتحدة التي علمت بهذه الاتصالات ما لبثت أن دخلت على الخط كعادتها وطلبت إعطاء فسحة كافية للمفاوضات التي ستجري في كامب ديفيد·
وبسبب هذا التصور الذي ذهب عرفات إلى القمة على أساسه فإنه لم يطلب أن يأخذ معه الملفات الخاصة بقضيتي القدس واللاجئين، وحتى الأشخاص الذين يتابعون هذه الملفات مثل الدكتور إيليا زريق والدكتور سليم تماري لم يتصل بهم عرفات ليلتحقوا بالوفد(1)·