هذا الكتاب يعرض للتضليل والخديعة، التي حاك العدو خيوطها لإفشال مفاوضات كامب ديفيد، بلغة علمية تمسك بكل التفاصيل ولا تغفل مصدراً صحفياً دون أن تفلّيه وتحفر فيه عن الحقيقة التي سرعان ما اهتزت في وعينا وذاكرتنا الضعيفة.
أنت هنا
قراءة كتاب الخداع الإسرائيلي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
ويروي أكرم هنية أن مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأميركية اجتمعت مع إيهود باراك رئيس وزراء إسرائيل، وخرجت من الإجتماع لتوصي الرئيس كلينتون بالدعوة لعقد القمة· وهنا أبلغ الرئيس عرفات النصيحة نفسها إلى الرئيس كلينتون بعد عودة أولبرايت إلى واشنطن· وردا على النصيحة عاد كلينتون إلى الاتصال مع عرفات يوم 4/7/2000 وأخبره أنه لا يوافق على عقد مفاوضات تمهيدية، وأن باراك لديه اشياء جديدة سيطرحها في القمة(4)·
ولكن بالمقابل كان هناك تحليل إسرائيلي للحالة الفلسطينية، ويتبناه بعض أفراد الطاقم الأميركي يقول: إن حالة منظمة التحرير الفلسطينية ضعيفة للغاية، وهذه الحالة بحاجة إلى إنجاز يتمثل في قيام الدولة الفلسطينية، والقيادة الفلسطينية مستعدة لدفع أثمان غالية مقابل الحصول على الدولة، وأن منظمة التحرير لا تحظى بدعم عربي كاف لمواجهة الضغوط المنتظرة· ولم يلتفت الأميركيون إلى الرأي الفلسطيني الذي قيل لهم وورد فيه: إنكم ترتكبون خطأ فادحا إن اعتقدتم أن ياسر عرفات يمكن أن يقبل توقيع اتفاق يعجز عن تلبية الحد الأدنى من الحقوق الوطنية الفلسطينية، وإن ثورة فتح جاءت من مخيمات اللاجئين في المنافي، وأية اتفاقية لا تضمن حلا عادلا لمشكلة اللاجئين ستكون دعوة لانطلاق ثورة أشد من مخيمات اللاجئين، وكانت ردود الأميركيين مزيجا من نظرات متشككة، وابتسامات تدعي الثقة والمعرفة والقدرة على الإنجاز، ورفض الإستماع لما بني عليه منطقهم·
ويسأل هنية: لماذا قبل عرفات الذهاب إلى القمة؟ويجيب: ذهب بسبب العلاقة المتميزة التي نمت بينه وبين كلينتون، ولأنه لم يكن يريد أن ينشا خلاف مع الإدارة الأميركية حول مسالة إجرائية كانعقاد القمة، وكان يفضل أن يدخر قواه لمواجهة حول المضمون(5)·
ولدينا حول الموضوع نفسه موقف رسمي ، قدمه محمود عباس (أبو مازن) بصفته أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أمام المجلس المركزي الفلسطيني، وقال فيه:
لم يكن من السهل علينا قبول الدعوة إلى المشاركة في هذه القمة لما كان لنا عليها من تحفظات أهمها عدم التحضير الجيد لها· وجرت قبل القمة الثلاثية مفاوضات مكثفة ومعمقة سرية وعلنية····· وظهر لنا في الأيام الأخيرة (التي سبقت القمة) أن الجانب الإسرائيلي قرر ألا يتحرك إلى الأمام وفي ذهنه أنه متوجه إلى قمة ثلاثية···· لهذا كانت المفاوضات تراوح مكانها ···· وأصبحت عبثية ولا طائل منها· وبتنا جميعا نتساءل عن الأسس والحيثيات والمعطيات التي جعلت الإسرائيليين والأميركيين واثقين كل الثقة بأنهم قادرون على عقد صفقة أو اتفاق في قضايا المرحلة النهائية إذا عقدت قمة ثلاثية· وزادت الضغوط لعقد القمة سواء بالإتصالات المباشرة كزيارة مادلين أولبرايت ودنيس روس، أو عبر الهاتف مع الرئيس كلينتون، وكان رد القيادة الفلسطينية ضرورة التحضير والإعداد الدقيق لقمة على هذا المستوى، وحذرت من احتمالات فشلها، خصوصا أن باراك أعلن أنه ذاهب بلاءاته الخمس(6)·