"لو قيض لي.. لملأت جيوبك بالحلوى، حتى تأتي، لو قيض لي كبستك في حجراتي كي تسمع موسيقى، لو قيض لي لأتيك عقد نجوم الظهر على صدرين، لو قيض لي لشنقتك في بئري، لو قيض لي لتسابقنا على مهرين من حجر الورد، والأرض بنا تجري، أترى تصدح بالمرثاة!
قراءة كتاب كان يدق الباب الأخير
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
زكريّا
الرَّاهِبُ الوثنيُّ زكريّا
صديقي في العُمْرِ وَالسَّكَنْ
قرأَ عليَّ وصيَّتَهُ الليلةَ وانتحرْ
زكريّا
لقد نَسيْتَ ذكرياتِكَ عندي
هل تَرجِعُ ثانيةً لتأْخُذَها ؟
مزاميرُكَ عند مَدْخَلِ البيتِ ظَلّتْ
مزاميرُكَ حِنَّاءٌ لعُرسٍ قديمْ
لِمَ العَجَلةُ
لتُعذِّبَني يا زكريّا !
وهل كان يَنْقُصُني مَزيدٌ من الشَّجَنْ
أَنْتَظِرُ ·· فيأتي زمانُ القَشّ
أُحْرِقُ القَش ّ
َفَيخْنِقُني الهَشيمُ
وهكذا تَمضي الفُصول
زكريّا
ما الذي قالَته لكَ اللُّغاتُ
وبماذا حَدَّثَتْكَ طُيُورُ الينابيعِ
أَيُّ وَجْهٍ طَالَعَتْهُ عَيْناكَ عِنْدَ البابِ الأخير
زكريّا ·· أنتَ تعرفُ أَنَّ نَفَسي قَصيرْ
وأنَّ الشِّعرَ
يُبكي وجهيَ المنْحُوتَ من صخرِ سَدُومْ
زكريّا ·· خَيَّبَتْنِي الكتب
وأَحْزَنَتْنِي الشُّعوب
زكريّا ·· أَشْفِقْ عَليّ !
كفاكَ أني
وأنتَ مُسجَّىً في حِذاء الربّ
أستجدي مِنكَ كلاماً
أو كلاماً
يا زكريّا !