كتاب "بعد خراب الحافلة"، بين دفتَيْ هذا الكتاب حكاياتٌ غريبةٌ لرجلٍ غريبٍ صار تمثالاً بعدما انقطعتْ به السُّبل طويلاً في محطَّةٍ لم تعدْ تأتي إليها الحافلات· وكان في أثناء انتظاره الطويل الطويل يتسلَّى بسرد حكاياته تلك على مسامع العابرين، أو بنقشها على قاعد
أنت هنا
قراءة كتاب بعد خراب الحافلة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
مقدِّمة
بين دفتَيْ هذا الكتاب حكاياتٌ غريبةٌ لرجلٍ غريبٍ صار تمثالاً بعدما انقطعتْ به السُّبل طويلاً في محطَّةٍ لم تعدْ تأتي إليها الحافلات· وكان في أثناء انتظاره الطويل الطويل يتسلَّى بسرد حكاياته تلك على مسامع العابرين، أو بنقشها على قاعدته وجسده الجرانيتيين·
وحيـث أنَّ الرجل (التمثال) كان، في كلِّ مرَّةٍ، يصادف مستمعاً مختلفاً، كما أنَّه، مع طول الزمان وثبات الأحوال، كفَّ عن عدِّ الأيَّام والسنين؛ فقد خلتْ حكاياته مِنْ أيِّ تحديدٍ للزمان أو تعيينٍ للمكان، بل وأيضاً لم تشتمل على أيِّ رابطٍ يربط بينها، عدا بعض التفاصيل المتكرِّرة في عددٍ منها·
ولقد عثرتُ عليه، في أثناء تجوالي، فتعجَّبتُ مِنْ أمره، واستطرفتُ حكاياته، ورغبتُ في نقلها، كما هي ومِنْ دون أيِّ تدخُّلٍ في صياغتها أو تبويبها أو عَنْوَنَتها، إلى القارئ المهتمِّ؛ لعلَّه يستفيد بها ويستمتع، ويتوصَّل إلى معرفة السبب الَّذي جعل هذا الرجل العجيب يجلس على رصيف تلك المحطَّة شبه المهجورة، زمناً طويلاً (ولا يزال)؛ بانتظار حافلةٍ يعرف هو، قبل سواه، أنَّها لن تأتي !
عابر سبيل