المجموعة القصصية "موت عزرائيل" للكاتب الأردني مفلح العدوان، الصادرى عام 2000 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، نقرأ من أجوائها:
جنوباً حيث سرّة حفرة الإنهدام!
أنت هنا
قراءة كتاب موت عزرائيل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
موت عزرائيل
الصفحة رقم: 1
عروج
متّكأ الشقي الحلم ·
وهذا الكون ضجر !
تسرقه الكوابيس فيغفو ···· تسلبه الذكرى فيصحو
ملاذه الدمع !
لم يبلغ عتبة البهجة ، وما انسل من عباءة السماء !
ويراهم حضوراً دائماً إذ يحسب ذاته ضميراً غائباً ···· وميض اليقظة أفولهم ، وبريق الحلم قدومه !
هم عاثوا في الأرض فرحاً ، أما هو ففي ميدان الفضاء كان···
السماء ملعب ، وساحة لأراجيح حلوله ·
مرّةً يضرب القمر بجناحه ···· ومرّةً يترصد بنات نعش ، فيغمز واحدة ، أو يلهو مع الصغرى !
تغويه الثريا فيركل دليل السماء بقدمه لاهثاً وراءها !
وكان سعيداً ، طليق الجناحين ، حرّ الخيال ··· ممالكهُ عيناه اللّتان تتحسّسان الفضاء بكل لمعاناته ساعة اكتمال خارطة وطنه الذي يقلّب النظر فيه بين نجم وكوكب !
يمعن البصر أكثر ·
يقتفي أثر جموح النيازك ، ومنازل الأبراج بلذّة طفل أرضيّ · يراقب مراوغة قطعان النجم في تشكيلاتها لفسيفساء سقف الكون، وإذ يرى اندفاع برج الحمل تثور أشجانه ، ويخاف أن يغدره السرطان فيعضّ قدمه إذا اقترب منه · تسلبه صورة برج الجدي التي يتأملها بوابة مزركشة بتيجان النور حين تمر منها الأرواح صاعدة بنزق وانجذاب!
يتمتم لروحه : إنه الباب الإلهي !
يتتبّع خط العروج ·
ينحدر معه إلى أسفل فيرى على سلالمه الأرواح تصعد إلى الأعلى بينما البرزخ شاسع وسحيق بين عُرف الباب الإلهي وجرف نبع الأرواح الصاعدة !
يتأمل بؤرة القاع المرح ، فيرى القرية الباسم أهلها ···· يردّ نظره إلى زجاجة وجه الفضاء فتتضح أمامه مشكاة متجهمة ، عابسة بالسناج والبثور !
يسمع صناجات وطبول فيعيد النظر كرّة أخرى باتجاه القرية ··· يفرحه العيد فيها !