المجموعة القصصية "موت عزرائيل" للكاتب الأردني مفلح العدوان، الصادرى عام 2000 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، نقرأ من أجوائها:
جنوباً حيث سرّة حفرة الإنهدام!
قراءة كتاب موت عزرائيل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
موت عزرائيل
الصفحة رقم: 9
نخب القرية
سماء تلهث وراء نجومها ··
حرس يحملون شباكاً جبّارة ، ويصطادون الهاربين من مدارات الفضاء !
أمّا إيل فكان يرقب العالمين رافعاً كأسه كنُصب إله !
صامتاً كان ·
وبقي رفاقه صامتين مثله !
الصمت نزيف القهر ·
والصمت أعمق من حزن النجوم حين دُحرت وتراجعت أفواجاً من المهاجرين السماويين بخذلان منكسر خوفاً من سوط إيل !
قطع السكون بمدية صوته : ( القرية فتنة !)
رفع الكأس ملآن ·
لسع الأفواج المنكسرة بطرف سوطه فتهافتت متراجعة بذعر قطيع غزلان يتعقّبها مخلب ···
اصطفّ حرس السماء فصيلاً من المقاتلين ، حاملين أدوات صيد النجم ، أمام بوابة عرش إيل ···
حدّق فيمن حوله : ( جبرا ··· ميكا ··· إسراف ··· وعزرا! )
تأمل أيديهم ، وأجنحتهم المرتجفة ·
شاهد كؤوسهم تتساقط واحدة واحدة أمام تحديق عيونه !
تداعت في ذهنه صورته لما رأى وجهه ذات سُكرٍ في كأسه : كلّ رأسه عيون، وآذان ، وألسن ···· وحين تأمّل جسده كانت أيديه كثيرة وأرجله عديدة كما الأخطبوط ·
بشعاً كان ·
تذّكر أنه جمع النور بين يديه ، وخلطه بإرادته في أن يخلق أربعة يكونون أجمل منه وأبهى·····
شكّل النور، نحته ، رسمه بريشة مشيئته حتى صار النور أربعة رفاق له ليلاً أما في النهار فهم أذرعه وعيونه التي تجوب الفضاء خدمة له !
رفع كأسه ·
قال : ( من يشرب نخب تلك القرية ؟!)
لم يجرؤ أحد على الإجابة
نكّسوا رؤوسهم كرايات الحداد