المجموعة القصصية "موت عزرائيل" للكاتب الأردني مفلح العدوان، الصادرى عام 2000 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، نقرأ من أجوائها:
جنوباً حيث سرّة حفرة الإنهدام!
قراءة كتاب موت عزرائيل
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
موت عزرائيل
الصفحة رقم: 2
زلزال
نساؤها أجمل من تلألؤ النجوم ·
صوت موسيقى الحياه فيها أعذب من قداسة الصمت ··· أقدس من سكون السماء !
استمتع جبرا بما رأى : حوراً من نساء كلّما ابتسمن زدن حسناً، وكلما تحرّكن فتنةً زدن إغواءً!
أنهراً من خمر تتشرب بهجة وسكراً
أما الرقص فملاذ الجميع !
كرنفال الورد والفرح والأنثى
الأجساد تتسامى أرواحاً في الرقص ، تتماهى في ذات واحدة، تتحرك الرؤوس والخصور والأقدام ، يهتزّ الرجال والنساء، يفرح الكهول والأطفال ··· يرتفع صخب الضحك ، فيتشرّب الفضاء بنشوه قهقهاتهم ، وإيقاع غنائهم ، وبراءة لهاثهم!
( من قال أنّ تلك القرية ليست جنّة الذين في السماء حين ينحدرون ؟!)
تساءل ، وتمنى لو يستطيع الاقتراب من هذا الفرح ·
غاب في الوجد من كثرة ما رأى ، فاحتجب عن تجهّم ما حوله من فضاء وما فوقه من عروش !
القرية أخذت لب السماء ·
حين عاد جبرا من وجده استمع إلى ثرثرة الكواكب والنجوم المتناثرة سبايا في سرايا الأعالي ·· كانت ترقب القرية مثله ، وخلسة تتهامس توقها :
تقول الزهرة :( الأرض أجمل منا ! )،فيردّ المريخ محاولاً إيصال صوته لباقي أسرة النجم: ( ضحك وابتسام ·· وقرية عذبة نقية !)· يتنهد الدب القطبي متمنياً : ( لو ننزل إليها إجازة سريعة نكسر بها تجهمنا السماوي!)· يقلب نفسه برج الدلو متحدثاً : (سأسمي كلّ أيامي سعداً علّني أسعد كتلك القرية··· اليوم سعد الملك، وغداً سعد السعود ، وبعده سعد الأخبية !)·
يحتجّ درب التبانة : ( من سيؤنس وحدتي إن رحلتم مهاجرين؟!)
عزموا النيّة على الرحيل
من قال ان النجوم لا تملّ السماء ؟!
سماء بلا فرح ! كيف يمكن الخلود فيها ؟!
أرادوا الهجرة من مرتفعات الفضاء ، وأزقة المجرّات وخرابيش الأفلاك···
جمعوا نورهم ، ورزموا حبال أشعتهم وثلوجهم وأمطارهم ···
ومثل بدو رحّل حملوها حيناً على الدبّ الأكبر وحيناً على جناحي الوشق ···