وُلد فيودور ميخائيلوفيتش دوستويڤسكي في الثلاثين من تشرين الأول عام 1821 في موسكو. ومنذ أن فتح عينيه للنور، وجد نفسه خارج المجتمع، بين المذلين والمهانين، حيث الفقر والألم والموت.
أنت هنا
قراءة كتاب الأبله
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
صدرت عن الأسود الشعر نأمة وضحك قائلاً:
- أوه يا إلهي!
وتوالت الأسئلة. كان الشاب الأشقر يرد على الأسئلة دون أن يبدي ارتياباً بتهكم وقحة وسخرية رفيقه. وأعلمه أنه غاب عن روسيا في الخارج أربع سنوات حيث أرسل للمعالجة من داء عصبي غامض هو أحد أنواع الصرع. وضحك ذو الشعر الأسود حينما علم أن شفاءه لم يتم، مع أن الروس لا يزالون يؤمنون بأطباء الخارج. وصاح مسافر آخر رثّ الثياب في الأربعين من عمره وتبدو عليه سيماء الكتبة الحكوميين.
- صدقت يا سيدي. فكل ما يقومون به هو سرقة أموالنا الروسية دون جدوى.
وقال المريض القادم من سويسرا بدعة:
- إنك مخطئ في وضعي الخاص يا سيدي. فبوسعي التأكيد على أن طبيبي قد زودني بالمال لأستطيع تأمين نفقات عودتي، بالإضافة إلى إنفاقه عليّ طيلة إقامتي هناك قرابة سنتين.
وتساءل ذو الشعر الأسود وهو بادي الاستغراب:
- ألم يكن هناك ثمة من يساعدك سواه؟
- لا، فقد كان السيد بافليشيف يساعدني وقد توفاه الله منذ سنتين. وقد بعثت برسالة إلى السيدة إيبانشين أثناءها، وهي إحدى قريباتي البعيدات، ولكني لم أتسلم منها جواباً. وبعد ذلك عدت إلى الوطن.
قال الموظف الحكومي وهو يشير إلى الصرة:
مع أني على استعداد للمراهنة بأن هذه الصرة لا تحوي أية نقود ذهبية، ألمانية أو فرنسية أو حتى هولندية، وهذا جلي من ملابسك وحذائك، فإني أعتبر بأن إضافتك لهذه الصرة قريبة هامة كزوجة الجنرال إيبانشين، تغدو شيئاً مهما، هذا إذا كنت حقاً قريباً للسيدة إيبانشين، أي إذا لم تكن قد ارتكبت خطأ ما عن طريق السهو، وهو شائع بين الناس، أو عن طريق خيال خصب.
أجاب الشاب ذو الشعر الأشقر:
- أوه، لقد صدقت في المرة الثانية، لأني في الحقيقة أكاد أكون مخطئاً في قولي بأني نسيب لها، فصلة القرابة بيننا بعيدة جداً بحيث أني لم أعجب حينما لم أتسلم رداً على رسالتي.


