أنت هنا

قراءة كتاب تحديات الثورة العربية لكي لا تتحول الثورات الى ازمات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تحديات الثورة العربية لكي لا تتحول الثورات الى ازمات

تحديات الثورة العربية لكي لا تتحول الثورات الى ازمات

كتاب "تحديات الثورة العربية لكي لا تتحول الثورات الى ازمات"؛ نقرأ من مقدمته:
مِنْ أجل مَنْ نكتب؟!
تصلني عدة رسائل كثيرة من قراء أعزاء، تتساءل:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 10
كيف تركب الأنظمة العربية سفينة نوح وتنجو؟
 
الأنظمة العربية التي لم يصلها قطار الثورة بعد، حائرة فيما يمكن أن تفعله لتفادي وصول هذا القطار· وهذه الحيرة مبعثها - بالدرجة الأولى - إلى أنها عاجزة، وليست لديها المقدرة السياسية على تفادي وصول هذا القطار والقيام بسرعة في الإصلاح والتغيير، الذي من شأنه أن يهدد وجودها، ويحميها في الوقت نفسه من الانهيار السريع· فالأنظمة العربية - في معظمها - مسيطرة على الحكم منذ عقود ولم تفعل شيئاً يُذكر· فما بالك أن تفعل في شهر أو شهرين؟ ولكن لا بأس· فهذه بعض الأفكار التي يمكن أن تأخذ بها هذه الأنظمة لمحاولة تفادي وصول قطار الثورة إلى محطتها· فربما تنجح، أو تفشل في ذلك:
 
1- عدم احتكار السلطة للحرية والديمقراطية والمساواة والحداثة والمدنية، كما هو القائم في معظم الأنظمة الدكتاتورية القروسطية· فعلى ما يبدو أن الجهات التي احتكرت موارد بلدان هذه الدكتاتوريات، هي نفسها التي تحتكر تلك الأهداف، وتديرها، وتطبقها كما تشاء، وكما ترى·
 
2- الكفُّ عن طرح السلطات في سوق القيم حزمة من الإجراءات، تحت مُسمَّى الإصلاح، كقوانين للأحزاب وللانتخابات والإعلام· فهذه ليست سوى منتجات ممسوخة ومشوهة· ولا تكاد تشبه المنتج الأصيل بشيء، وليست لها ذات الفعالية والجدوى· المهم فيها، ضمان السلطات الحاكمة عدم إفساد ذوق المواطن، وعدم تعويده على نكهات مختلفة غير النكهة الواحدة، التي اعتاد عليها دائماً، وهي النكهة السلطوية· أو انزياح هذا المواطن إلى أنماط حياة متطلَبة ومنفتحة، ترهق النظام، وتبعده عن الانشغال بقضايا الممانعة، والصمود، والتحدي وسواها من القضايا الميتافيزيقية المقدسة، إلى القضايا ذات الطبيعة المُدنَّسة، والتي تتمثل هنا بالحرية والرفاهية، كما يقول الكاتب السوري غازي دحمان·4
 
3- من الملاحظ أن السياسيين في العالم العربي قد عجزوا تماماً عن إيجاد رؤى مرحلية توافقية بين كافة الأطراف - كما يقول المفكر التونسي محمد الحداد· ومثل هذا الوضع يترتب عليه نتائج مخيفة ليست أقلها تواصل معاناة المحرومين من البطالة والفقر· وقد تتعمق الأزمات الاجتماعية، وتزداد الخطابات والمطالبات راديكالية· كما هو الحال الآن في أزمة الثورتين التونسية، والمصرية·

الصفحات