أنت هنا

قراءة كتاب الخلعاء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الخلعاء

الخلعاء

رواية (الخلعاء)، كنا نقترب بسرعة من البحر عندما قلت لا تظل ساكنا وقبل ان اجيب احسست بيدك الصغيرة تتحسسني بحركات متوترة لهفاء ولم اعرها انتباها كنت اتشبث بالضوء الاحق تحولاته الحمر الصفر البرتقالية وهي تتخالط فوق الاوتوستراد مخترقة جدار الليل الوليد ليل الكو

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

على هذا لعظيم· ومن الرصيف إلى الرصيف شاهدنا خارجين علب السكاكر والحلوى والأثواب الرخيصة الملوّنة والأحزمة الصُفْر اللامعة وعيون التجار البليدة الفارغة وبطونهم الملأى وأساطيل مطاطية معلقة بخيوط من القنّب الأصفر المتين الذي جدلَتْه أيدي العمّال المتآكلة من كثْرة الَغزْل وفي الفضاء تتدلّى أحذية الغش التي لا تقي الحفْيان حتى من الحَفى والبشاكير الرقيقة الرخيصة التي لا أحتاج إلى أي منها· ولماذا سألتِ باهتمام لأني لا أغتسل وقهْقهتِ كذاب حقير وقهْقهْتُ أنا كذلك كانت ضربتكِ غير قاضية وهل يسوؤني أن أكون كذابًا حقيرًا لا شك لا ومع ذلك كنتُ صادقًا مثل بطن أمي الذي حملني من ظهر أب لا أعرف له اسمًا ولا رسمًا ومن جديد قهقهتِ كذاب حقير كذاب حقير وكل كذب يكتَبُ كذبًا إلا ثلاث كذب الرجل لامرأته يعدها وكذب الرجل في الحرب يتوعّد ويتهدد والكذب في الصلح بين الرجلين· هكذا ترين أن المرأة هي الكائن الوحيد الذي لا يكذب ولم تضحكي هذه المرة فقد لَدَغكِ الحَمّال بطرف حمْله الثقيل مارًا فملأ الاشمئزاز نفسكِ وصار الغضب يتفجّر منكِ وفي مكانكِ وقفتِ دون حراك وأنت ترمينه بسهام عينيكِ الشهوانيتين ولَمْ يركِ على هذه الحال إلا أنا وظهره العريض الذي ارتكز على حدوده الدنيا حِمْله الباهظ الثقيل وهو يبتعد وئيدًا ينقل فخذًا بعد فخذ وبين النَقْلَة والنقلة تنفرج اِلْيتاه انفراجًا عجيبًا ويتقوّس بدنه ويسوخ ونبَّهْتُكِ باعتداد آسر هذا هو الخارجي انظري انظري مَنْ كانت به حاجة لا تحق مطالبته بالفضيلة ومع شعاع عينيكِ انحدر الضوء عميقا ًوغاب وظل الليل ينبع من مسام الأرض التي لا تحصى كما ينبع النَزّ من الجسد والبحر لا زال بعيدًا والعروق تنتفخ انتفاخًا وأعضاؤنا يقترب بعضها من بعض لو تُضيفين اختلافكِ إلى اختلافي لصنعنا ائتلافًا مجيدًا فالعدل قد عفا والجور قد فشا ولا تزداد هذه الولاة على الناس إلا غلوًّا وعتوًّا وعلى مد البصر الصقيل امتدت ألوان الحميدية ودكاكينها ومستغِلّّّوها ومستَغَلّوها وأشياؤها الأخرى وكأني أراها للمرة الأخيرة شعرتُ بالانحلال وأنا أذوب في بُقع الضياء الساقط من شقوقها التوتيائية الغبراء بقعة بقعة ومن طرف كُمّي جررتِ هيكلي المتباطىء جرًّا حنونًا متحاشية تحاشيًا انجيليًا صارمًا أن يلامس جلدي جلدكِ وتعثَّرْتُ أنا بحالي· ولئلا أُلامس الأرض لمستُ بعناية فائقة كتفكِ اللدنة لمسًا مشوقًا وتحمَّلْتِ بنشوة أدهشتْني ثقلي المفاجىء وأنا أستند إلى بطنكِ وظهركِ والخاصرتين وقلَّبْتِ وجوهي وجهًا بعد وجه وأنتِ تجرينني لنعدْ فورًا لنعد وقلتُ ساخطًا نعود وندع الطائرات تحوم فوقنا كالزنابير كزنابير الجزيرة الحُمْر المحشوّة مؤخراتها سمًّا وها هي ذي حمير الشام تنقل الكمثرى بهدوء والمشمش والخيار والخس الجميل ذا الأوراق الطويلة العريضة الشديدة الخُضرة المروية من دمنا رَيًّا وتنقل أشياء أخرى كثيرة من دُمَّرْ والهامةْ والقابونْ والسِتْ وكفَرْ سوسةْ المنحوسة ومن الغوطة ومن الغوطة الأخرى تنقل ذلك كله إلى هنا إلى قلب هذا المكان ليسطوا عليه ولَمّا يبلغ سِنّ الوعي بعد وتعجّبْتِ يسطون على مَاذا يسطون على مَنْ وأنتِ تتابعين جرّي إلى النقطة أسرِعْ أسرعْ لنعُدْ فورًا لنعدْ وبغضب تخلَّصْتُ منكِ لا لا أريد أن أعود إلى قواعدي حتى ولا سالمًا وأحسستُ بمخالبكِ الحادة تنغرز في لحمي وصوتكِ المستثار إياه يحثُّنا معًا 

الصفحات