كتاب "مختارات من ديوان أعوام الرمادة 1972-1982"، أتساءل أحياناً: لماذا ينسحب شاعر جيد من الكتابة بينما يستمر آخر ردىء، ولماذا تنطمس موهبة كبيرة وتتوارى كأنها تخجل أمام الشعر بينما تبرز موهبة ضحلة أو شبه موهبة، ولا يجد صاحبها حرجاً في أن يدافع الشعراء، بالمن
قراءة كتاب مختارات من ديوان أعوام الرمادة 1972-1982
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

مختارات من ديوان أعوام الرمادة 1972-1982
الصفحة رقم: 10
فما عليّ إلاّ الاصطبار، لا خيار لا خيار
لا تبتئس، قالت لي الأشجار
فأنت كلّما حاصرك المكان
تكون مثلي
تعيش للأغيار
سقفاً من الأغاني لملاعب الطيور
وربّما تأوي إلى غصونك الصقور
ويحتمي في ظلّك المتعب من أسفاره
والضالّ في تجواله
وربّما يغفو على بساطك العشاق في أمسية اختباءْ
لا تبتئسْ
فأنت كلّما حاصرك المكان
تقترب النجوم منك في الليالي حينما يأخذك الهلوع
حتى كأنّ ضوءها مساحة شاسعة السطوع
لا، لا تبتئس
فكلما ضاق بك المكان
فاض بك الخير على الغير
وناداك الجوار للخلود لو تريد
إطار متكامل من الحكمة تلقيه تلك السنديانة ومعها الأشجار، وهي حكمة مليئة بالتفاعل والتوتر، بعيدة عن الوعظ والتوجيه، فذلك القناع يحوم ولا يقع، يشير ولا يحدّد، إنّه أداة فاعلة شعّ التأمّل بين جنباتها، وأحسن الشاعر في استخدامه، إذ قال به أشياء وأشياء، وظلَّ مرتبطاً مع الأصل بذلك الخيط الرفيع الذي لم تره العيون ولكن أحسَّت به، وهو الحزن الدفين، وهذا بدوره أثّر تأثيراً واضحاً على التصوير الذي سيكون مجال الحديث الآن·