رجال للبيع رواية جاءت بسبعة فصول، تلفتك لغتها الحادة، وبناؤها السردي المتناغم والمشوق، تتحدث فكرتها الرئيسية عن شاب اردني ناضل والده على حدود القدس ففقد عينه أثناء عمله النضالي، شعلة من الحماس كان الابن، ينافح عن الفقراء والمستضعفين ويروي حكاية والده بكل ال
أنت هنا
قراءة كتاب رجال للبيع
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
قالت ذلك ثم صمتت.. قلت لها: مبروك التعيين.
- بارك الله بك.. ولكن لماذا لا تعمل بالصحافة أثناء دراستك.. هذا لا يحد من طموحك.
- أفضّل أن أتفرغ للدراسة.
- رضا.. أرغب برؤيتك الآن.. أشتاق إليك.. رضا بحثت عنك طيلة الأشهر الماضية.
- ليس لدي وقت سأحاول.
- أما زلت تحاول.. ثم أحهشت بالبكاء.
انتابني شعور بالقهر.. كرهت نفسي، وأنا أنهي مكالمتي من الهاتف العمومي.. انتابني شعور مؤجل بالبكاء.. لديَّ قدرة فائقة على تأجيل البكاء لآخر الليل، حيث تنام مريم ويخلد العجوز المتقاعد إلى النوم.
بكيت في تلك الليلة كما لم أبك من قبل.. بللت وسادتي فقلبتها على الجهة الأخرى.. رفعت صوتي بالبكاء.. احمرّت عيناي وأنا أستجدي الدموع تلو الدموع.. حياتي كلها دموع في دموع.. حزن في حزن مأساة تجرني إلى مأساة.
نمت ليلتي بانتظار غد جديد.. منّيت نفسي بمحرر في صحيفة الحزب.. قدمت سؤالاً لقيادة الفرقة بعد أن مرّت أيام على تبليغي بالترشيح من قبل قيادة الشعبة..، أخيرا جاء الفرج.
أبلغني الرفيق المسؤول أن بإمكاني مراجعة مقر الحزب الرئيسي، لمقابلة عضو القيادة العليا في الحزب والمشرف على إصدار الصحيفة.
في المبنى الفخم المكندش الذي يجتمعُ فيه الرفاق كان موعدي مع عضو القيادة العليا.. لم أصل إلى المقر بسهولة.. سألت العامل المصري عن الرفيق قال بأنه لم يأت بعد.. ثم أردف أنه لا يصحو من النوم قبل الثانية عشرة.