كتاب "ساعة زوال" مجموعة قصصية للكاتب العماني محمود الرحبي، تضم 17 قصة تباينت في الطول والموضوع، وتباينت في الأسلوب أيضا، حيث تنقل الرحبي بين أسلوب القصة الكلاسيكي والحداثي، مفي مجموعته هذه يمزج الرحبي بين الخيالي والواقعي والاسطوري في تجليات إنسانية تحدث ف
قراءة كتاب ساعة زوال
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
3
يحكى عن حسناء يحيط بها حرس شديدو البأس، كانت تخطو يوما بجانب سور قصرها، رآها أحد الفتية فاستقر حُسنها في رأسه ملهبا قلبه بجذوة ما فتئت تشتعل كل يوم، فتاهت روحه وأدمنت عيناه الشرود، فرآه صديقه على هذه الحال وسأله وموجة من الحيرة تتلألأ في عينيه.
- أرى أن حالك يتغير وأخشى أن يحل بك الذبول.
- لقد أصبتُ يا صاح، أصبتُ في قلبي ورأسي وعيني.
حاول الشاب وصاحبه أن يقتربا من قصرها، ولكن شدة الحراسة ومنعة البناء لم تسمحا لعيونهما أن ترى سوى صورة الأسوار الصماء.
- يا صديقي سأجد لك حلاّ لا ريب، ولا بدَّ أن تراها وإلا حلَّ بك الجنون.
غاب عنه صاحبه أياما وهو يبحث ويسأل، ثم عاد إليه وبريق الحيلة يشتعل في عينيه.
- اسمعْ يا صديقي، وجدت حيلة تمكنك من رؤيتها، وما عليك سوى تنفيذ ما أطلبه منك، وأول ما أطلبه هو أن تنهض سريعا.
- إلى أين؟
- لنخطب لك أمها، فهي لن تقاوم إغراء الشباب، بعد أن تركها زوجها وحيدة ردحا من الزمن.
- هل جننت؟ أتريدني أن أتزوج من أمها وقلبي هائم بابنتها؟!
- لا تتعجل، فليس هناك ما سنخسره، لدي خطة ربما ستمكنك من محادثة الفتاة، علينا فقط من أجل ذلك أن نطرق كل الأبواب، ونساعد القدر في مسيرته.
اقتربا من بوابة القصر، وأخبرا رئيس الحرس بأنهما يودان محادثة الأم في أمر لا يحتمل التأخير، تركهما الحارس بعد أن رشقهما بنظرتين جامدتين. وفي غيابه وجدا بساطا سانحا لرؤية كل شيء تقع عليه أحداقهما المتعجبة، تفحصا الألوان ومداخل الزوايا حيث ترتعش ظلال الأشجار والطيور الهاربة، ظلال مترددة تخادشها أصابع الضوء، وعلى حواف السواقي كانت بعض الفراشات تعارك أعشابا نائمة، وفي الأعلى حيث تشهق أعمدة سور القصر، رأيا حجم الرؤوس الحديدية المسننة في وجه الشمس.