قراءة كتاب ساعة زوال

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ساعة زوال

ساعة زوال

كتاب "ساعة زوال" مجموعة قصصية للكاتب العماني محمود الرحبي، تضم 17 قصة تباينت في الطول والموضوع، وتباينت في الأسلوب أيضا، حيث تنقل الرحبي بين أسلوب القصة الكلاسيكي والحداثي، مفي مجموعته هذه يمزج  الرحبي بين الخيالي والواقعي والاسطوري في تجليات إنسانية تحدث ف

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
اقترب الحارس منهما وهو يرسم في وجهه علامات الترحيب المتكلفة، ثم قادهما إلى صالة ضخمة وأمرهما بالانتظار حتى تأتي سيدة القصر، كانت صالة عريضة جدرانها تنطق برسومات لطيور عملاقة، وتتدلى من السقف ثريات ترش المكان بانعكاسات أضواء الشمس المطلة عبر صفوف الأشجار التي تناطح فروعها وأوراقها زجاج النوافذ المصفوفة في جهات القاعة، ثم ظهر الحارس مرة أخرى ليخبرهم بأن سيدته تنتظرهما في البستان، ثم أشار إليهما أن يتبعاه، دخلا ممرا طويلا أرضه معشبة وتتدلى من جوانب سقفه رؤوس أزهار وأعواد خضراء تتسلق منها أعمدة القرميد مرسلة أطرافها بكسل جهة الشمس، ثم ظهرت بعد ذلك منعرجات البستان، فاستقبلت أعينهم صفة من الأطيار، ونافورة صيغت من المرمر الهادئ يعلو من جوفها قوس من الألوان مصبوغة بالمياه المتصاعدة بغنج، وفي مصطبة تقابل تلك النافورة، اقتعدت سيدة القصر فاقتربا منها وسلما عليها، حيَّتهما بدورها وأجلستهما بجانبها وانتظرت حديثهما، فبادرها صديق العاشق بحديث متتابع،خرج خافتا ومنتظما من بين شفتيه:
 
- سيدتي.. هذا صديقي، لقد رآك يوما في السوق فهام بك، أذبله الوجد فجئت به إليك لتنقذيه، إنه يريد الزواج منك.
 
كان العاشق لحظتها منكس الرأس وقد استقرت عيناه على نقطة في الأرض وغاصتا فيها.
 
- هل صاحبك متيم بي أم بشيء آخر؟
 
- ماذا تعنين سيدتي؟
 
- ألا يمكن أن يكون متيما بهذا القصر، وأرادني عتبة للدخول إليه؟ اعلما بأن ألاعيبكما هذه لن تنفع، وما أنتما إلا محتالان، وأطلب منكما الآن أن تخرجا سريعا من بيتي.
 
في تلك اللحظة ظهرت الفتاة، بقوامها وحسن طلعتها، هنا ارتفعت عينا العاشق، لتلتقيا بعيني الحسناء وتموجا طويلا وتبحرا، أمرت السيدة ابنتها أن تنسحب، وأومأت إلى الحارس بأن يخرجهما، لكن الشابين رغم ذلك، ظلا مرابطين أياما وأشهرا أمام القصر، و قد نصبا خيمة هناك، وفي كل مرة كانا يقتربان من القصر والحرس يطردونهما، إلى أن تعبوا وأخبروا سيدة القصر بأمرهما، فظلت تراقبهما أياما قبل أن تأمر بإحضارهما:
 
- قل لصديقك الخجول هذا بأن العشق قد غار عميقا في قلبه، وأن نحولا لا يتحمله الموت قد لعب به، قل له بأني لن أجد محبا لابنتي خيرا منه.
 
ثم نادت على ابنتها أن تتقدم، فرفع العاشق عينيه وقد أشرقتا حتى العظام الغائرة لوجهه وتصاعد الهواء إلى صدره ووجنتيه.

الصفحات