كتاب "أعظم شخصيات في التاريخ"، ربما يكون من الصعب وضع مقدمة وافية شافية لمثل هذا الكتاب الذي يجمع بين دفتيه سيرا مختصرة لعشرات من أبناء البشرية الذين أثروا الحياة الإنسانية وأفادوها على مر القرون بما مكنها من تحسين حياتها ويسر لها عمارة الأرض كهدف من أهداف
أنت هنا
قراءة كتاب أعظم شخصيات في التاريخ
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم)
(570 - 632 م)
لا عجب أن يكون رسول الله محمد ﷺ في أول هذه القائمة من الخالدين المتميزين الذين أثروا الحياة الإنسانية وخدموا البشرية، أو ربما يكون البعض منهم قد آذى الإنسانية ، ولكن عظم أذاه لها جعله
محفورا في ذاكرتها على مر العصور... نقول لا عجب أن يكون الرسول ﷺ في أول هذه القائمة ذلك أنه الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا على المستوى الديني والدنيوي.
وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا، وبعد 14 قرنا من وفاته فإن أثر الرسول ﷺ ما يزال قويا متجددا، مثلما أنه سيبقى كذلك إلى يوم الدين.
لقد تميز معظم الخالدين بأنهم عايشوا حضارات ونشئوا في مراكز ساعدتهم على الإبداع والتميز إلا سيدنا محمدا ﷺ فهو قد ولد سنة 570 ميلادية في مدينة مكة جنوب شبه الجزيرة العربية في منطقة متخلفة من العالم القديم، بعيدة عن مراكز التجارة والحضارة والثقافة والفن. ولقد مات أبوه وهو لم يخرج بعد إلى الوجود، وأمه وهو في السادسة من عمره، وكانت نشأته في ظروف متواضعة وكان لا يقرأ ولا يكتب.
ولما قارب الأربعين من عمره كانت هناك أدلة كثيرة على أنه ذو شخصية فذة بين الناس.
وكان العرب في ذلك الوقت وثنيين يعبدون الأصنام. وكان يسكن مكة عدد قليل من اليهود والنصارى.
وفي الأربعين من عمره امتلأ قلبه إيمانا بأن الله واحد أحد، وتنزل عليه وحي الله سبحانه من السماء، و اصطفاه الله ليحمل رسالة سامية إلى الناس.
وأمضى محمد ﷺ ثلاث سنوات يدعو لدينه الجديد بين أهله وعدد قليل من الناس.
وفي سنة 613 ميلادية أذن الله لرسوله ﷺ بأن يجاهر بالدعوة إلى الدين الجديد فآمن به قليلون. وفي 622 ميلادية هاجر الرسول ﷺ إلى المدينة المنورة، وهي تقع على مدى 200 كيلومتر من مكة المكرمة. وفي المدينة المنورة اكتسب الإسلام مزيدا من القوة واكتسب رسوله عددا كبيرا من الأنصار.
وكانت الهجرة إلى المدينة المنورة نقطة تحول في حياة الرسول ﷺ . وإذا كان الذين تبعوه في مكة قليلين، فإن الذين ناصروه في المدينة كانوا كثيرين. وبسرعة اكتسب الرسول والإسلام قوة ومنعة، وأصبح محمد ﷺ أقوى وأعمق أثرا في قلوب الناس.
وفي السنوات التالية تزايد عدد المهاجرين والأنصار، واشتركوا في معارك كثيرة بين أهل مكة من الكفار وأهل المدينة من المهاجرين والأنصار. وانتهت كل هذه المعارك في سنة 630 ميلادية بدخول الرسول ﷺ منتصرا إلى مكة.
وقبل وفاته بسنتين ونصف السنة شهد محمد ﷺ الناس يدخلون في دين الله أفواجا، ولما توفي الرسول ﷺ كان الإسلام قد انتشر في شبه الجزيرة العربية.