أنت هنا

قراءة كتاب أعظم شخصيات في التاريخ

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أعظم شخصيات في التاريخ

أعظم شخصيات في التاريخ

كتاب "أعظم شخصيات في التاريخ"، ربما يكون من الصعب وضع مقدمة وافية شافية لمثل هذا الكتاب الذي يجمع بين دفتيه سيرا مختصرة لعشرات من أبناء البشرية الذين أثروا الحياة الإنسانية وأفادوها على مر القرون بما مكنها من تحسين حياتها ويسر لها عمارة الأرض كهدف من أهداف

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5
المسيــح عليه السلام
 
(6 ق.م - 30 م)
 
أثر المسيح  على البشرية قوي ضخم، ولا أحد يمكنه أن يعترض على كونه في قمة هذه القائمة. والسؤال: كيف أن المسيح وهو صاحب أكثر الأديان أثرا في الإنسانية لم يكن أول هذه القائمة؟
 
ولا شك أن المسيحية بمرور الوقت أصبحت أكبر الديانات عددا، وعلى كل فليس المهم في هذه الدراسة هو أثر الديانة في الناس، ولكن أثر أصحاب هذه الديانة فيهم. والديانة المسيحية تختلف عن الإسلام، فالمسيحية لم يؤسسها شخص واحد، وإنما أقامها اثنان: المسيح  والقديس بولس، ولذلك يجب أن يتقاسم شرف إنشائها هذان الرجلان.
 
فالمسيح  قد أرسى المبادئ الأخلاقية للمسيحية، وكذلك نظرتها الروحية وكل ما يتعلق بالسلوك الإنساني، أما مبادئ اللاهوت فهي من صنع القديس بولس. فالمسيح هو صاحب الرسالة الروحية، ولكن القديس بولس أضاف إليها عبادة المسيح. كما أن القديس بولس هو الذي ألف جانبا كبيرا من «العهد الجديد» وكان المبشر الأول للمسيحية في القرن الأول للميلاد.
 
وقد رفع المسيح  إلى السماء وهو ما يزال شابا (على خلاف الرسول محمد ﷺ) وترك المسيح وراءه عددا من الحواريين، وعند رفع المسيح إلى السماء ألف أتباعه طائفة يهودية صغيرة، ولكن القديس بولس هو الذي جعل هذه الفئة الصغيرة هيئة كبيرة نشطة شملت اليهود وغير اليهود، حتى أصبحت المسيحية واحدة من الديانات الكبرى.
 
ولهذه الأسباب فإن عددا من الباحثين يرون أن مؤسس هذه الديانة المسيحية هو القديس بولس وليس السيد المسيح. وهذا يؤدي إلى أن نضع القديس بولس قبل السيد المسيح في هذه القائمة، وليس واضحا ما كان سيئول إليه أمر المسيحية لولا القديس بولس، ولكن من المؤكد أيضا أنه لا مسيحية بغير المسيح.
 
وليس من المنطقي في شيء أن يكون السيد المسيح نفسه مسؤولا عن الذي أضافته الكنيسة أو رجالها إلى الديانة المسيحية، فكثير مما أضافوا يتنافى مع تعاليم المسيح نفسه، فالحروب بين المسيحيين، تناقض تماما كل الذي دعا إليه السيد المسيح، ويستحيل أن يقال إن السيد المسيح هو الذي أوصى بهذا كله.
 
وإذا كانت العلوم تطورت في العالم الغربي المسيحي، فليس من المنطق أن يقال إن المسيحية هي المسؤولة عن نهضة العلوم في العشرين قرنا الماضية، فلم نجد في شروح رجال الدين المسيحي من يقول إن المسيحية تدعو إلى التأمل في الكون أو الدعوة إلى التفكير العلمي، ومن المؤكد أن تحول الإمبراطورية الرومانية إلى المسيحية قد صاحبه في نفس الوقت انحطاط رهيب المستوى للتكنولوجيا والاهتمام بالعلم.

الصفحات