كتاب "حكاية توت ومسرحيات أخرى"، للكاتبة الأردنية ميسون حنا، الصادر عام 2002 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، نقرأ من أجوائه:
أنت هنا
قراءة كتاب حكاية توت و مسرحيات أخرى
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
حكاية توت و مسرحيات أخرى
الصفحة رقم: 3
(السيد والتابع في بيت السيد .
.السيد يحمل صندوقا مليئا بالدنانير ، يضعه أمام التابع الذي ينظر اليه منبهرا بينما يراقبه السيد بنظرات.حاقدة ، التابع يشيح بوجهه فجأة عن الصندوق )
التابع : (بضعف ) لماذا تعذبني ؟
السيد : (باستهزاء ) هل حقا أعذبك ؟
التابع : الاثم يكبلني إذ أحتكم في مال ليس لي حق فيه.
السيد : (بسخرية ) حقا ...
التابع : (مترددا ، معذَبا ) ابعد هذا الصندوق من أمامي (ينظر للصندوق برغبة ثم يشيح بوجهه معذبا ) لا أريد شيئا .
السيد : (بمرارة ) لكني عاهدتك (مستدركا ) كنت حينها ممغنطا بفعل الموت ، والآن بعد أن أدركت فداحة ما فعلت فات الأوان
.... لن أتراجع كرامة لرجولتي .
التابع : دعني أحلك من عهدك إذن .
السيد : (باستصغار ) أنت .... تحلني .... فيقال حرر العبد سيده ؟ (يضحك بسخرية . لحظة ثم يتابع بسخط ) بل أجبرك على
قبول عرضي لكن بشرط أن تختار أحد أمرين: تغرف من مالي على أن تظل تابعي ، أما إذا اخترت الرحيل ، لك هذا بعد أن تشتري
حريتك بما وهبته لك من مال ، فماذا تختار ؟
(التابع يبدو حائرا ، ينظر للصندوق تارة ، وإلى النافذة تارة أخرى)
السيد : هيا .... قرر ماذا تريد ؟
التابع : (حائرا ، مترددا ) الحرية (مستدركا بسرعة ) لا ... العبودية (متأملا ) الحرية .... الحرية حلم (مستدركا ) وقيد لمن ألف
العبودية .... ماذا أصنع بها الآن ؟
(حالما ) لكنها الحرية .... الحرية .... وهناك في الكفة الأخرى المال .... (بألم ) والعبودية (لحظة ثم حائرا ) فيما
مضى كنت تابعك ببساطة ، بلا شروط ، حينئذ لم أكن أشعر بالحرج ، لكن بقائي قربك الآن أصبح له طعم آخر .... عبودية من نوع
جديد (متأملا ) عبودية ومال ... أو حرية وفقر .... آه ... أنت تخيرني بين أمرين كلاهما يستقطبني في زاوية معينة ، فأراني أختار
هذا لأميل للآخر ، اعفني يا سيدي وقرر أنت مصيري.