كتاب "حكاية توت ومسرحيات أخرى"، للكاتبة الأردنية ميسون حنا، الصادر عام 2002 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، نقرأ من أجوائه:
أنت هنا
قراءة كتاب حكاية توت و مسرحيات أخرى
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
حكاية توت و مسرحيات أخرى
الصفحة رقم: 4
السيد : (بحزم ) القرار لك وحدك .
التابع : فيما مضى كنت أشعر بسعادة غامرة عندما تسقط في يدي بضعة قروش ، وأحتار كيف أتعامل معها .... والآن أنت
تضعني أمام هذا (يشير الى الصندوق ويتأمله ) فأشعر بالرهبة، والرغبة، والجلال ، والحيرة ، والطمع ، والزهد، والعفة .... والضياع
... والرغبة مرة أخرى، الرغبة تلح يا سيدي ، رغبة المحروم ، والمحموم .... والعبء ، عبء الجاهل أمام هذه المتناقضات (يشيح
بوجهه عن الصندوق ويبتعد عنه ) أوه يا سيدي .... لم لا نستأنف حياتنا كسابق عهدنا وكأن شيئا لم يكن ، فتعفيني من نوازع نفسي
التي تقودني الى الضياع، والتيه، والـ .... (يصمت فجأة)
السيد : بقاؤك قربي أصبح مشروطا الآن .
التابع : دعنا ننسى ذلك العهد المشؤوم ، وننسى هذا الشرط اللعين ، ونستأنف حياتنا ببساطة .
السيد : عرضك هذا يملؤني بالمقت والغضب .
التابع : لماذا ؟
السيد : لأنك تظنني أتخلى عن عهدي فتلوكني الألسن .
التابع : حتى وإن عاهدتك على الكتمان ؟
السيد : (بلؤم ) كف عن مراوغتي ، واختر أحد الخيارين في الحال .
(لحظات حرجة )
التابع : بقائي قربك أصبح مشروطا كما تقول ، وبعدي عنك يعني أن أكون حرَا ، طليقا كعصفور يحط على غصن ، يتنسم الهواء
، وإن شعر بالضجر ارتحل إلى غصن آخر ، المدى متسع أمامه (حالما ) الحرية هي .... هي الحرية (مترددا ) لكن حريتي تختلف
عن حرية العصفور ، حريتي هي قيدي يا سيدي، قيد من عاش عمره رقيقا لا يعرف الحياة إلاَ بعبوديته (مستدركا ) بل يعرفها،
ويمارس حريته من خلال عشقه لها .... لكني أشعر أمامها بالذعر ، والحيرة ، والضياع ، أشعر أنها ستقذفني كريشة في مهب الريح