كتاب "حكاية توت ومسرحيات أخرى"، للكاتبة الأردنية ميسون حنا، الصادر عام 2002 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، نقرأ من أجوائه:
أنت هنا
قراءة كتاب حكاية توت و مسرحيات أخرى
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
حكاية توت و مسرحيات أخرى
الصفحة رقم: 10
السيدة : أي قلب متحجر هو قلبك ! (بحزن ) أنا أعلم أن لا سلطة لنا على قلوبنا (منفعلة ) ولكن لماذا أنا أحبك ؟ ولماذا لا تقبل
حبي من باب الرثاء حسب (بحزن ) ولماذا لا أكون أمتك ، وطوع بنانك ، ولن أمنعك من مجونك مع الأخريات .
(السيد يبدو متجهما ، قاسيا ، تلمح هذا فتبدو منفعلة ، وتصرخ منادية )
السيدة : أقبل ايها التابع في الحال (تتجه صوب الباب وتعود بالتابع ويدها على كتفه ) ها هو أمامك (بتحد ومكر ) خيره بيننا ، لو
اختارك أعدته إليك ، وإلاَ ترحل من أمامي حيث لا أراك بعد اليـــوم.
(السيد ينظر إليها بدهشة كمن فوجيء بفكرتها ، بينما تقف هي أمام العبد وقفة استعراضية ، وترميه بنظرة خاصة . العبد
يبدو منفعلا ومتأثرا بها ، السيد يلاحظ هذا بقلق )
السيد : (للسيدة ) تنحي جانبا لأتحدث معه .
السيدة : (واقفة في مكانها وبغنج ) أنا طرف من هذا الحديث .
السيد : (يبعدها ويقف مكانها قريبا من العبد ) اشتقت إليك يا صديقي ....
(السيدة تضحك بسخرية ، السيد يواصل )
السيد : السيدة وهبتك لي لو ....
السيدة : (مقاطعة بسرعة ) لو فضلته علي ورافقته بمحض إرادتك (بغنج ) أتفضله علي أنا أيها التابع اللطيف ؟
(تغمز له بإغراء . التابع ينظر إليها بحب وانفعال، وصمت وارتباك ، تبتسم بغرور ورضى )
السيد : (للعبد ) نسيت عشرتي بهذه السرعة ؟ ألم تكن بيننا أيام ... بل سنين جميلة في مجملها وهادئة ؟ (يبدو العبد متأثرا ،
يواصل السيد ) حتى أني عرضت عليك مالي لتشاركني فيه ... لكنك اخترت حريتك عليه .
(العبد يبدي امتعاضا ، السيدة تضحك بسخرية )
السيد : (يواصل ) كنت سأعفيه من ديونه لولا تدخلك ، وأنت لم تنتظري موافقتي على تصرفك ، بل تسرعت واصطحبته معك
أمام دهشتي وذهولي .
السيدة : لم يكن هناك خيار آخر ،إنه كيس المال الذي رميته لك ، وهو لي الآن (تنظر للعبد نظرة خاصة ) ولن أتخلى عنه أبدا .
السيد : لكنه سيرافقني لنعيش حياتنا ببساطة ، وكأن شيئا لم يكن (للعبد ) أليست هذه كلماتك يا صديقي ؟
السيدة : بل سيبقى معي أنا وقد أنزلته منزلة خاصة ، ميزته فيها على الجميع (ينظر العبد اليها متأثرا، تتابع ) أليس كذلك ؟
(ينظر العبد إليها بوله )