أنت هنا

قراءة كتاب فاتحة الألفية الثالثة وأسئلة تنتظر الجواب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
فاتحة الألفية الثالثة وأسئلة تنتظر الجواب

فاتحة الألفية الثالثة وأسئلة تنتظر الجواب

في كتابنا هذا "فاتحة الألفية الثالثة وأسئلة تنتظر الجواب"، نحاول من جديد، أن نُحضر العرب والمسلمين، ليقفوا أمام مرآة الألفية الثالثة لكي يروا في هذه المرآة وجوههم بوضوح· فشرحنا أسباب الانسداد التاريخي، وفشل التنوير العربي، ثم شرحنا، كيف يمكن أن يتم الانفراج

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 6
الانسداد التاريخي وفشل التنوير العربي
 
-1-
 
هاشم صالح المفكر السوري المقيم في باريس، جنباً إلى جنب مع المفكر الجزائري الراحل محمد أركون،(1)له أهمية كبيرة، وخاصة في مسيرة التنوير الفكري العربي المعاصر· فقد وقف هاشم صالح حياته وجهده على ترجمة كُتب محمد أركون - الذي يكتب بالفرنسية - إلى العربية، والعربية المُيسَّرة· وهذا هو المهم بالموضوع· فهاشم صالح، لا يُعتبر مجرد مترجم لأعمال محمد أركون، ولكنه شارح له، وميسِّر لكتاباته، بحيث يستطيع القارئ العادي، أو قارئ الصحف أن يقرأها، ويفهمها· وهذا ما نحتاجه لنشر أفكار التنوير، والإصلاح، والليبرالية· فيجب أن نكتب لغة للعامة· فالخاصة تعلم جيداً ماذا سنقول، ولا حاجة لها بنا، وبقولنا· ولكن المهم كل الأهمية أن نكتب للعامة وهي الطبقة التي يسيطر عليها الأصوليون من رجال الدين، ويعتبرونها وقود نيرانهم· ويجب أن نُخاطب العامة ببساطة اللغة نفسها التي يُخاطب بها رجال الدين الأصوليون طبقة العامة· ولعل سرَّ انتشار أفكار طه حسين التنويرية، والأثر الكبير الذي تركه في العامة وسواد الناس، أنه كان مفهوماً جداً وبسيطاً جداً في لغته الموسيقية الجميلة في القرن العشرين· واستطاع بهذه اللغة الجميلة، أن ينقل للعامة فكره التنويري والحداثي الليبرالي· وكان الشيخ خالد محمد خالد من مدرسة طه حسين الأسلوبية كذلك، وهو سر الانتشار الكبير لأفكاره كذلك· وهذه اللغة هي ما نفتقده الآن في المفكرين التنويريين العرب، وخاصة في مفكري المغرب العربي، الذين يفكرون بالفرنسية، ويكتبون بالعربية، فتخرج أفكارهم يونانية لا تُقرأ، كما سبق وقال طه حسين نفسه شاكياً من عدم فهم بعض المفكرين الذين كانوا يكتبون في عصره·(2)ولعل عسر لغة معظم مفكري التنوير العربي في هذا العصر، واحد من أسباب الانسداد التاريخي، وفشل مشروع التنوير في العالم العربي إلى الآن· لذلك، كانت مهمة هاشم صالح، في ترجمة وشرح أفكار محمد أركون التنويرية، مهمة صعبة، ومهمة جداً في الوقت نفسه· فمن الصعب أن تكتب بأسلوب بسيط· ولكن من السهولة بمكان أن تكتب بأسلوب صعب· والصعوبة بالنسبة للكتَّاب كانت في البدء·
أما السهولة، فهي المعاناة الكبيرة·

الصفحات