يُعد القات من الظواهر السلبية التي عانى منها المجتمع اليمني منذ القدم ولازال يعاني منها ، ويبدو أن هذه الظاهرة لا يمكن معالجتها بالقرارات الرسمية أو بالتوجيه المباشر لأن مضغ القات أصبح سمة من سمات اليمنيين التي تكونت عبر أكثر من ستة قرون تقريبا ، ولكن يمكن
أنت هنا
قراءة كتاب اتجاهات بعض طلبة كليات التربية في الجمهورية اليمنية نحو القات
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

اتجاهات بعض طلبة كليات التربية في الجمهورية اليمنية نحو القات
الصفحة رقم: 2
أهمية البحث
إن من أخطر القضايا الاجتماعية التي عانى منها المجتمع اليمني منذ القدم ولا زال يعاني منها إلى حد اليوم ذات التأثيرات السلبية المتعددة في مسيرة البناء والتقدم هي مضغ القات ( الرعدي ، 1992 ص20 ) وحتى إن سلمنا ببعض آثاره الإيجابية التي يعتقد البعض بها مثل تنبيه الفكر والنشاط الذهني فإنها وقتيه فضلا عن أنها ليست لها أهمية تذكر إذا ما قورنت بآثاره السلبية العديدة في المجالات الصحية والاقتصادية والاجتماعية .. ( السعدي ، 1982 ص99 ) ( الرعدي ، 1992 ص70 ) .
فزراعة القات اكتسحت مساحات شاسعة في الأراضي الصالحة لزراعة المنتوجات ذات المساس المباشر بحياة أفراد المجتمع مثل زراعة الحبوب والفاكهة والبن .. وجلسات القات تحول دون ممارسة نشاطات وأعمال مفيدة وشراء القات أثر على الوضع الاقتصادي للأسرة وجعله مهزوزا ، مما برزت مشكلات أسرية عديدة ، لأن أغلب الأفراد في اليمن لا يهتموا بغذائهم ولا بكسائهم ولا بأي حاجة من حاجاتهم بقدر اهتمامهم بالقات ( الرعدي ، 1992 ص66/73 ) ( الجماعي ، 1995 ص21 ) ، فضلا عن آثاره السلبية في الجانب الصحي والنفسي ، أو يشكو معظم الذين يتعاطون القات من أمراض جمسية عديدة بسبب سوء التغذية والهضم وقلة النوم ( الرعدي ، 1992 ص46) وفقدان الشهية ونقص المناعة أو مقاومة الأمراض ( اليافعي ، 1998 ص54 ) ، كما أن القات يؤدي إلى شكوى عامة عند ماضغيه وهي السيلان المنوي spermatorrhea وتقلب النشاط الجنسي ( باجبير 1998 ص36 ) وإن الفرد الذي يتعاطى القات بكميات كبيرة وبشكل مستمر يؤدي به إلى القلق النفسي والتوتر العصبي وقد يصبح تفكيره بطيئا وتقل قدرته على العمل المنتج ويميل إلى الهلوسة ( عكاشة ، 1986 ص210 ) ، وقد توصلت دراسة ( جرادي 1999 ص130/135 ) إلا أن الصحة النفسية لمتعاطي القات تميل إلى الاضطراب كلما تقدم في العمر وزاد الأفراد في مضغه ( داوي 1999م ص130- 135 ).
إن ما تقدم من سلبيات لمضغ القات لا تشكل إلا جزءا منها إذ أن هناك العديد من الدراسات والأبحاث التي أظهرت سلبيات عديدة ومتنوعة لمضغ القات وزارعية في جميع ميادين الحياة الاقتصادية والاجتماعية الصحية (مركز الدراسات اليمني،981/982 ص5 ) .
من هذا المنطلق عملت الدولة بعد الثورة على الحد من انتشار زراعته ومنع مضغه في الدوائر والمؤسسات الحكومية .. ، ولكن كما يبدو أن القرارات والتحذيرات الرسمية لم تعط آثارا إيجابية في الحد من زراعة القات أو الحد من مضغه بشكلها المطلوب ، إذ لازال شائعا بين أفراد المجتمع اليمني وزاد بين أوساط الشباب وطلاب الجامعات ، وإن الذين يقفون ضده هم قليلون جدا ( الرعبي ، 1998 ص109 ) ، وقد يعود هذا إلى أن تناول القات ترعرع عبر قرون في الزمن في المجتمع اليمني ، حتى أصبح يوصف به هذا المجتمع في الخارج لذلك من الصعب القضاء عليه في مدة قصيرة وبإجراءات رسمية ، إذا لم تتغير اتجاهات الأفراد نحوه ( الجماعي ، 1995 ص21 ) ، وتتكون لديهم اتجاهات مضادة أو سلبية نحوها ، ولا سيما عند الشباب لأنهم الأكثر تواصلا وامتدادا في معركة البناء الحضاري والأكثر تقبلا للتغيرات والأفكار الجديدة والإيمان بها والاستجابة له (عبد الدائم،1974 ص5) .