كتاب "الدكتور توكودا – رائد المستشفيات اليابانية"، ليس هذا الكتاب مجرد حديث عن تجربة الدكتور توراو توكودا رئيس مجموعة توكوشوكاي الطبية اليابانية، ولكنه اولا وقبل كل شيء استعراض لصورة انسان وفلسفة وتحدي ...
أنت هنا
قراءة كتاب الدكتور توكودا - DR. TOKUDA
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
ففي تركيزه على فلسفته القائمة على (لقد خلق جميع البشر متساوون)، فانه يرى بان مهنة الطب يجب ان ننظر من خلالها الى انتماء الانسان من اي بلد او مذهب او قومية او فكر او غير ذلك، وعليه فان الجميع يجب ان يتلقوا نفس المستوى من العلاج والرعاية وفي كل الاوقات، فما الذييجمع ذوي الأصول من اليابان والهند والعراق والاردن ولذلك مصر وفرنسا وكندا والبرازيل وفنزولا وليبيا والغابون وتنزانيا واستراليا وغيرها من الشعوب والدول ، سوى القيم الانسانية والاخلاق وعدم التفرقة والشعور بالمسؤولية اتجاه حياة كريمة قائمة على قاعدة حقوق الانسان الحقيقية التي كفلتها له جميع القيم والاعراف السماوية والدنيوية . لقد اعتبرالدكتور توكودا ان الإنسانمقياس القيم الإنسانية كلها مؤكدامحوريته، لكنه ميز بين الإنسانية والفردية، بين المحبة والانانية، معتبرا انالفرد هو مجرد امكانية انسانية . ثم تناول المجتمع فاعتبره المرجع النهائيللقيم الإنسانية، فالمجتمع هو الوجود الإنسانيالكاملوالحقيقة الإنسانيةالكلية، وقيمالحقيقة والخير والمحبة . وقد اوضح الدكتور توكوداانهينظر إلى الإنسان، منمستوى فكري جديدويرفعبنظره الإنسانمن حدودفرديته المنحصرةفي امكانيتهاإلىفرد من اجل خدمة المجتمع والبشرية، وان هذه النظرةهي بمثابةفهم جديدشامللحقيقة الإنسانومعرفة الإنسان والقيم الإنسانية . اما غاية فلسفتهفهي مجتمع البشريةوحقيقتهونموه ورعايته الصحية وحياته المثلى . محدداانالمجتمع الأكبروالأمثلهو البشرية اجمع في هذا العالم والتي يجب أن نطور العلاج الطبي لخدمتها . ومن هنا يكمن هذه النظرة وعلى أساس هذا المبدء القائل « لقد خلق البشر متساوون» والذي اعتبره الدكتور توكودامن أهم المبادئ، لأنه أساس الوحدة للنظرة الاخلاقية لخدمة البشر ودليل الوجدان الانساني. وفي هذه النظرة تضمحل العصبيات المتنافرة والعلاقات السلبية وتنشأ المحبةالانسانية الصحيحة التي تتكفل بالنهوض بمهنة الطب وتقديم عناية طبية فائقة .
وتناول الدكتور توكودا موضوع العلاقات مع العالم في المجال الطبي وانتهاج سياسة الانفتاح على البشرية واقامة العلاقات الطبية وبناء المستشفيات لخدمتها . لانه يرى باهمية الانفتاحعلىالأمم الأخرى، اذ أكد على انه واجب توكوشوكايان تسهيل وسائل التفاهم والتعاون بينها وبين الأمم الأخرى اجمعمن أجل تحقيق فكرته في بناء 200 مستشفى في كل بلد من بلدان العالم،أضف إلى ذلك تأكيده على أهمية توفر نظرة راقيةللحياة والكون والمحبةورقة المشاعر وحسن التعبير عنها . وعلى سبيل المثال فقدربط بين التفكير والرقي وهو يؤكد دائما بان قيمة عقل الإنسان تظهر فيتطور تفكيره وعقلهوحبه للاخرين . وتراه فيتأكيده لأهمية دور الإنسان الفرد المحب للخير ككيان وليس الاناني الذي يستخدم قاعدة (الانا). كما وتراه أيضاً يركز باهتمامعلى ظاهرة بروز المعلومات والتطور العلمي كمورد ورأسمال استراتيجي جديد في الحياة الاقتصادية والاجتماعية مكملاً للموارد البشرية . وقد باتت التكنولوجيا والثورة التكنولوجية تشكل اساس اهتماماته لتطوير مهنة الطب والتقنية الطبية من اجل خدمة البشرية، لذلك ركز ووضف المليارات من الينات اليابانية من اجل البحوث العلمية الطبية وخاصة في مجال الجينات . انه يؤكد بان نشوء الأمم جعل العلممنهجا فكريا في البناء النهضوي وأخرجه من نطاق بعض الدوائر الجامعية إلى المستوى الإجتماعي . ووجه عقول توكوشوكاينحو لغة جديدة وفكر جديد وأسلوب جديد في التدريب والتعليم والبحث والحوار وبناء العلاقات العلمية الطبية البحثية مع العديد من جامعات العالم .
وهكذا تجد الدكتور توكودا انسانا عذبا .. طبيب في حاضره وماضيه .. هو إنسان على درجة عالية من التثقيف .. إستطاع بذكاء أن يصنع شيئاً من لا شيء .. عندما تجلس معه او تقرأ له يشدّك أسلوبه بشكلٍ عجيب، فلديه ملكةٌ خاصة يداعب بها الوجدان والمشاعر .. يبهرك بإسلوبه السلس دائماً ... والواضح والجريء ... إنه الطبيب والكاتب والأديب والفيلسوف المتميز حقا .
الدكتور عبد الغفور ابراهيم احمد