أنت هنا

قراءة كتاب كيف تصبح كاتبا؟

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كيف تصبح كاتبا؟

كيف تصبح كاتبا؟

فهم (العرب) متذوقو البلاغة العاشقون للكلمة والبيان، سحرهم القرآن بعلو كلامه وتحديه لهم بأن يأتوا ولو بسورة من مثله، فخضعوا لسلاحه البلاغي، ولعلمه وسمو معانيه الحياتية والتربوية والروحية وإجابته عن أسئلتهم الحائرة.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 4
المبحث الأول
 
مكانة الكتابة والكتّاب
 
1- تمهيد:
 
يتبوأ الحرف العربي مكانة أولى في معركة إثبات الذات لأمة الإسلام، لذا فهو يخوض لججاً من المحاولات، في الطريق إلى توضيح الوجه الحقيقي لمستقبل الأجيال القادمة من هذه الأمة، ذلك الوجه الذي يحمل سمات دين الإسلام، ويؤشر إلى تبني هذه الأجيال العودة إلى نبعها الأصيل وسبيلها القويم، المؤسس على عقيدة ربانية، نزل بها الروح الأمين على قلب رسول حبيب، حمل الأمانة إلى الناس بقوة وعدل وإخلاص، فسرت العقيدة الإسلامية وشريعتها وسلوكياتها في أجيال الأمة على مدى أربعة عشر قرناً من الزمان، تحملها حروف نورانية، انتشرت أشعتها من خلال كلمات كتاب الله العظيم (القرآن الكريم)، الذي تناولته والحديث الشريف أقلام الكتاب والعلماء بالشرح والتفسير والبيان والتوصيل إلى كل الأنحاء من هذا العالم، وكان لدور القلم والكتابة المكانة الأولى في انتشار الخير العميم، وعلى الأخص عندما كان هذا القلم يخط خطه من خلال العمل والقدوة والالتزام بما جاء في الكتاب والسنة.
 
ولا بد من الإشارة في هذا التمهيد إلى حقيقة راسخة في مسيرة هذه الأمة: وهي أن المعجزة الأولى والأساسية في حياتها كانت وما تزال، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وما عليها، متمثلة في كتاب الله الكريم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وفي ذلك ما يشير إشارة مباشرة وواضحة إلى أهمية الكلمة البليغة الملتزمة القوية الخالصة في بناء الأمم وصناعة الأجيال؛ إذ إن أول ما نزل على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن الكريم: "اقرأ"، فكانت شعاراً ورمزاً وعملاً في أمة أمية، تحولت خلال عقود قليلة من الزمان إلى أمة قارئة عالمة قائدة للأمم، وذلك ما يسره الحرف الرسالي وبيانه السامق العالي.

الصفحات