فهم (العرب) متذوقو البلاغة العاشقون للكلمة والبيان، سحرهم القرآن بعلو كلامه وتحديه لهم بأن يأتوا ولو بسورة من مثله، فخضعوا لسلاحه البلاغي، ولعلمه وسمو معانيه الحياتية والتربوية والروحية وإجابته عن أسئلتهم الحائرة.
أنت هنا
قراءة كتاب كيف تصبح كاتبا؟
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

كيف تصبح كاتبا؟
الصفحة رقم: 5
2- ما جاء في أهمية الكتابة والكتّاب
لا يستطيع أحد أن يماري في أهمية الكتابة والكتّاب وأثرهما في الأمم، سلبية كانت تلك الآثار أم إيجابية. إن كُتَّاب الفكر والعلم والأدب هم الذين بأقلامهم تُسَطّر مصائر الأمم، وبأقلامهم تتضح معالم الحاضر والمستقبل. ولقد عظّم رب العزة الحرف ومن يسطرونه من ملائكته، فأقسم بالحرف وبالكاتبين له، فقال جل من قائل:
ﭽ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﭼ( )، فالحرف، والقلم، والقرطاس، كلها أدوات حرفة الكتابة وقد استحقت لأهميتها أن يقسم ربنا بها. وقد بين الله لنا نحن البشر أي سبيل نتبع، لنصل إلى فضيلة العلم والمعرفة، فقال سبحانه وتعالى في محكم الكتاب العزيز: ﭽ ﮊ ﮋ ﮌ ﭼ( )، فلا يمكن أن تمتطي أيها الأخ الكريم ناصية العلم، ولا يمكن أن تمتلك أدوات المعرفة إلا عن طريق القلم، أي الكتابة والكتّاب والكتاب، فكم هي عظيمة تلك المكانة والمهابة لهذه المهنة الراقية، إذا التزمت بقيم الحق والهدى والفطرة الإنسانية التي خلق الله الإنسان عليها، ؟!
ولقد ميز ربنا جل جلاله ملائكته الكتبة على غيرهم من الملائكة_ وهم جميعاً مقدرون ومحترمون_، فذكرهم وحدهم بمهنتهم، إذ قال في محكم الكتاب: "بأيدي سفرة كرام بررة"( )؛ وسفرة: هم كتاب الأسفار من الملائكة. فهم كرام بررة، لأنهم كانوا أمناء أعظم ما تكون الأمانة على ما استحفظوا عليه من كتابة للأقدار والآيات الربانية.
وليس هذا الذي أبديناه من بيان لأهمية الكتابة والكتّاب هو نهاية المطاف في بابه، بل إنك أخي الكريم سوف تجد في سطورنا القادمة مزيداً من البيان في هذا المجال، ليس آخره ما قاله الأصمعي لرجل: "ألا أدلك على خليل إن صحبته زانك، وإن احتجت إليه مانك، وإن استعنت به أعانك؟. قال الرجل: نعم فقال عليك بالأدب"( ). والأدب نوع من الكتابة يكتبه كتّاب مبدعون، يقفون في قمة قائمة الكتّاب، لما يمتلكون من تأثير نفسي وحركي وعملي في نفوس الناس ومشاعرهم ووجدانهم.