أنت هنا

قراءة كتاب البث الإذاعي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
البث الإذاعي

البث الإذاعي

يعتمد الناس على الأخبار المذاعة. وربما كان أفضل تذكير لهذه الحقيقة ما حدث يوم 11 أيلول/سبتمبر 2001، حين تحول الناس إلى التلفزيون والراديو أثناء تعرض بلدهم للهجمات.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
مقدمة 
 
انقلب صهريج للمحروقات يحمل 9 آلاف غالون من وقود التدفئة وتحول إلى كتلة من النار الليلة الماضية على طريق كونيتكت الرئيسية في «بريدجبورت». وهذا الخبر بحد ذاته سيكون نبأ هذا الصباح، حسبما أدرك روبرت سانشيز، محرر «أخبار الصباح» في محطة«WCBS-AM»(1)، وهي محطة إذاعة مختصة بالأخبار في نيويورك. وما يزيد من أهمية هذا الخبر حقيقة أن الطريق الرئيسية «أي -95»- هي أهم طريق في ضواحي مدينة نيويورك بولاية كونيتكت، وأن هذا القطاع مغلق الآن في الاتجاهين، ويبدو أنه سيبقى مغلقاً لأيام أو ربما أسابيع.
 
قيادة السيارة للذهاب إلى العمل قد تستغرق وقتاً طويلاً في منطقة مدينة نيويورك، حتى حين تكون جميع الطرق مفتوحة. ويستمع الناس إلى الراديو، في أثناء مواجهتهم لزحمة السير. وهذا هو السبب في أن يحظى حدث له تأثير كبير على حركة السير بهذه الأهمية البالغة لمحطة الإذاعة. ولهذا السبب فإن أكبر عدد من مستمعي الإذاعة نجده في ساعات الازدحام الصباحية - خاصة ساعة إذاعة برنامج «أخبار الصباح». ولهذا السبب يذهب كثيرون ممن يعملون في الأخبار الإذاعية في ساعة مبكرة جداً.
 
الساعة الآن الثالثة صباحاً، وقد قرر سانشيز إيقاظ اثنين من الصحفيين العاملين معه. ولم يشعر أن في ذلك أي غضاضة: فسانشيز نفسه موجود في غرفة الأخبار منذ حوالي الساعتين. وهذان الصحفيان يحتاجان إلى 45 دقيقة على الأقل للوصول. وقال «كلفت أحدهما استطلاع الحدث - من، وماذا، ومتى، وأين، ولماذا، وكيف - وكلّفت الآخر بأن يركز على الناس وتعليقاتهم: «لقد سمعت الانفجار» ، «كان مريعاً!» ، «رأيت كتلة من النار» ، «اعتقدت أنه هجوم إرهابي» ، «لا أدري كيف سأصل إلى عملي هذا الصباح» .
 
مستمعو محطة WCBS-AM سوف يستمعون إلى مذيعين اثنين هذا الصباح - منسقان مساعدان للأخبار - من الساعة الخامسة وحتى العاشرة ظهراً. لقد وصلا للتو إلى غرفة الأخبار وبدءا في كتابة الساعة الأولى من الأخبار التي سيقرآنها على الهواء. وكان سانشيز قد اختار فعلاً وحدد - ساعة بث - تلك القصص الإخبارية. كما سيستمع متابعو محطة WCBS-AM إلى صحفي يتحدث عن أخبار الرياضة، وآخر عن أخبار الأعمال، وثالث عن حالة الطقس، ورابع عن حركة السير، وسيحلق هذا الأخير في مروحية تطير فوق المنطقة المكتظة من مدينة نيويورك - ويقضي معظم وقته هذا الصباح حول كونيتكت. وقد قرر سانشيز الآن بث تقارير إضافية عن حركة السير ومضاعفة مدتها.
 
لدى محطة WCBS-AM أحد أكبر طواقم العاملين في أي محطة إذاعة محلية في الولايات المتحدة - لأنها لا تبث سوى الأخبار، ولأنها في مدينة نيويورك. ففي العديد من محطات الإذاعة نجد أن هناك شخصاً واحداً يقوم بإنتاج الأخبار، وكتابتها، وتقديم التقارير وقراءة الأنباء على الهواء، بما في ذلك حالة الطقس، والرياضة، والأعمال، وحركة السير. لكن لدى سانشيز هذا الصباح اثنين من كُتّاب الأخبار لكتابة الأربع ساعات المتبقية من أخبار الصباح. لديه منتج مساعد، سيقوم بتحرير جميع القصص الإخبارية. ولديه اثنان من المساعدين في المكتب. كل هؤلاء الأشخاص، باستثناء سانشيز، يقومون الآن بكل ما يقوم به العاملون في المناوبات الصباحية في محطات الإذاعة الإخبارية: يشربون الكثير من القهوة (في حين يقتصر ما يشربه سانشيز على «الدايت صودا» ).
 
في الساعة الخامسة عصراً، يعلم سانشيز من الخدمة الإلكترونية لوكالة الاسوستيتدبرس، التي يستطيع الاتصال بها عن طريق حاسوبه، أن حاكم ولاية كونيتكت سيعقد مؤتمراً صحفياً في موقع حادث الصهريج في وقت متأخر من هذا اليوم. ويقوم سانشيز بإعداد الترتيبات لتغطية المؤتمر الصحفي حياً على الهواء. فطلب الآن من أحدهم الاتصال بمحطة سكة حديد كونيتكت لسؤالهم: هل سيقومون بتسيير قطارات إضافية؟ وقام بإفساح المجال أمام الناطق باسم جمعية سائقي الشاحنات للتحدث مباشرة على الهواء. ثم طلب من الصحفي المختص بشؤون الأعمال بحث المضامين الاقتصادية بالنسبة لكونيتكت إذا ما استمر إغلاق الطريق الرئيسي لفترة من الوقت.

الصفحات