علينا أن نفهم ديننا كما فهمه محمد (ص) وأصحابه، إيمان وعمل، فلا دين بلا عمل، ولا عمل بلا إتباع لسنن الله وقوانينه في الكون، ولن تقوى امتنا ولن ترسخ دولتنا الا اذا أخذنا بأسباب القوة، وعملنا وفق قواعد فقه الأمة، لقد انشغلنا طويلا بفقه الأفراد ونسينا الفقه الذ
أنت هنا
قراءة كتاب مباحث في الفقه المنسي، فقه الأمة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
المقدمة
عندما قال ربنا تبارك وتعالى عن أمة محمد : (ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ..) [آل عمران: 110]، فإنه عنى بذلك الأمة التي أخذت بأوامره، وانتهت عن نواهيه، وأخذت بسننه الكونية، لكن حالنا اليوم لا يدل على إننا خير امة أخرجت للناس، لأننا تنكبنا الطريق واتبعنا منهجا آخر غير منهج محمد فقادتنا مناهج الباطل من وهن الى ضعف، ومن هزيمة الى انكسار، وها نحن نقبع في آخر السلم الحضاري، تستأسد علينا شرذمة صغيرة من بني إسرائيل.
فأين سبيل الخلاص وكيف نرتقي مع الأمم المتقدمة؟
لقد كانت أول صحيفة كتبها الرسول في المدينة تتعلق بفقه الأمة حيث وضع فيها القواعد الأساسية لإنشاء الأمة الجديدة، الأمة بالمعنى السياسي التي تضم مواطنين من أديان مختلفة وعرقيات متعددة.
علينا أن نفهم ديننا كما فهمه محمد وأصحابه، إيمان وعمل، فلا دين بلا عمل، ولا عمل بلا إتباع لسنن الله وقوانينه في الكون، ولن تقوى امتنا ولن ترسخ دولتنا الا اذا أخذنا بأسباب القوة، وعملنا وفق قواعد فقه الأمة، لقد انشغلنا طويلا بفقه الأفراد ونسينا الفقه الذي يخص الأمة كلها، وأضعنا زمنا هائلا في الإعادة والتكرار، فيذهب أحد فقهائنا لكتابة متن فقهي في الطهارة، ويأتي آخر لشرحه، وثالث ليوجز الشرح، والرابع ليفصّل الموجز، وخامس وسادس و.. و..الخ حتى ضاعت منا جهود هائلة كان من الممكن أن تدفع عجلة الأمة خطوات واسعة الى الأمام، وبالرغم من أن كثيرا من الحكام أذقوا أمتنا صنوف القهر والتعسف والإذلال، إلا إننا وجدنا من علمائنا وفقهائنا من يدعو للحاكم الظالم بطول العمر والبقاء، مخافة وقوع الفتنة، ناسين أن وجود الحاكم الظالم هو الفتنة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى، لاينقص من معناها شيء.
إن أمتنا اليوم بحاجة الى إعادة النظر في كل أوضاعها، كما إنها بحاجة الى كتابة فقه جديد يعنى بقضاياها المصيرية كأمة تريد أن يكون لها مكان بين الأمم الحية، لكي تعود أيامنا البيضاء كما كانت في عهد النبي وعهد أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، أياما مشرقة كضوء الشمس الساطع الذي يخلب الأبصار، ويهب الحياة لهذه الأرض الطيبة التي إستعمرنا الله فيها لينظر كيف نعمل، ومن الله التوفيق.
المؤلف
بغداد الحبيبة
السابع من شعبان، 1432هـ
9/ 7/2011