"سيف الياسمين" عنوان فيه من التّضاد بمثل ما فيه من معاني تضمينيةٍ تحملك على تصوّر ما يريده الكاتب.. فتسأل: كيف يمكن للياسمين بما فيه من نعومةٍ وليونةٍ وانسياب عطر، ان يستلَّ سيفاً، بما في السيف من مضاءِ حدٍّ ولمعِ نصل؟ ثم تعود لتتذكر قول الشاعر:
أنت هنا
قراءة كتاب سيف الياسمين
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
سيف الياسمين
الصفحة رقم: 2
تجربته الاولى هذه، بفصيحها وعاميّتها، أرضى بها توقه لأن يغني، ويرسم كلمات غنائية على الأوراق... ولا بأس إن اعترضته بعض العثرات فيكفيه أن يُرضي طموحه، ويتنفس، ويحاول...، فلا وصول إلا بعد مشاق، وتعبٍ لذيذ.. يتعبُ في الحب، فيرتاح ويقول:
لا أشعر بحريتي إلا وأنا سجين النبض، لا أريد أن أكـسرَ القيدَ إلّا بقبلة...
ما أجمل وردة خاطري، وقصيدة عينيكِ
أقرأها مع فنجان قهوتي وصداح بلبل الصباح....
وفي ومضة سريعةٍ يقول:
وكأني أسمعهم يقولون، لا ترفعوا أصواتكم فالعاشق نائم..!! ربما لا يدركون أن الوقت الذي أمضيه على سريري، هو وقت جفاء الغفوة...
ويقول أيضاً:
"يشع شهد الرضاب نوراً، تتوهج الشفاه احمراراً.. يا لروعة الاحلام..."
وفي صفحة نقده اللاذع، يتجرأ ويقول:
استضعفونا فعلّقونا
بعد أن أجلسونا على الوتد
وراثة المقاعد دائمة
في وطن تسوده الذئاب
أحزابه.. نوابه... ساسته
حكامه...
أفضلهم ولد
أقلّهم جاهلٌ معتد
أشرفهم من كدّس الأموال في البنوك..
من دون أن يرهقه التعب..
من قتل الناس بغير ذنب
من جَبَل التراب بالدماء
......
هو جريء في نقده ولكن الحقيقة لا تُخجل وإن جرحت...
أما في زجلياته، وإن خالطها شيءٌ من الارتجال والعفوية التي تمنع سلامة التوازن والايقاع، نراه مرتاحاً كمن يكتبُ على هواه، لا يلتفت لقيدٍ ولا يتوقف عند وزن،...وفي ارتياحه تتقبلُ أغانيه وزجلياته لأنها تنطق بلسانه وإنسانيته..
نتمنى لهذه التجربة أن تنمو وتكبر ويتحول معها صاحبها إلى ما يحب ويشتهي.
20/8/2013
يوسف شمس الدين
رئيس اللقاء الادبي في اقليم الخروب