أنت هنا

قراءة كتاب سيف الياسمين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سيف الياسمين

سيف الياسمين

"سيف الياسمين" عنوان فيه من التّضاد بمثل ما فيه من معاني تضمينيةٍ تحملك على تصوّر ما يريده الكاتب.. فتسأل: كيف يمكن للياسمين بما فيه من نعومةٍ وليونةٍ وانسياب عطر، ان يستلَّ سيفاً، بما في السيف من مضاءِ حدٍّ ولمعِ نصل؟ ثم تعود لتتذكر قول الشاعر:

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 10
نامت يمامتي على برعمها وقد أخذت العبرة.. وروح الفكرة وجعلت من غضنها فراشاً وملاذاً وحضناً حنوناً ونبراساً...
 
***
 
... تصارع يمامتي أعتى أمواج التفكّر، وتمـشي بسياحة الخاطر.. تسافر خلف الشمس.. تلون النهر بقوس قزح.. تصونُ الرحيقَ طعاماً لجيرانها من النحل.. تتلفّتُ.. تهدّئ من زمهرير المكان.. تلوك عواصف الزمان... تجوب الأرض تمـشي فوق الموج.. تبلّلها قطرات مطر من حر التغرّب... تتحرّق من غربة المحيط.... تشتاق.. تتوجس ولا تخاف..
 
تقفل عائدة تتربع على عرشها المبني من روح الانتماء.. تتنشق جدائل النور.. تقبّل جبين غصنها العتيق.. ترتاح النفس وتغمض القريرة.. وتتراقص أوراق البراعم النابتة بعودة الروح لمربع الروح...
 
***
 
... والطقس حار والشمس تنتصف خيمة السماء، وقد جاء صقر كاسر كان قد طار من مسافة بعيدة.. يمخر الأجواء.. ويجوب في الطبيعة الغناء، وقد شعر بالتعب والإرهاق.. فاختار شجرة وارفة يستظلها ويرتاح في مكان ربيعي جميل...
 
لكن الغصن العتيق بدأ يرتعد خوفاً من أن يحط ذلك الوحش عليه.. فيكسره ويخسر رؤية يمامته والحياة..
 
واهتز الغصن وارتعد
 
وبدأ يرتجف من هول ما رأى: واذ بيمامته تفلش أجنحتها كعُقاب وترفعُ صوتَها صارخة منذرة كل قادم بالعِقاب، وتُظهر أظافرها الناعمة وكأنها مخالب، وهي تعرف أن صاحب الحق غالب.. وتـصرخ بوجه هذا الكاسر ولم تخف من حجمه ومنقاره المفترس..
 
يا لهذه التضحية الفريدة.. سعياً لحياة مديدة، وكرامة مجيدة..
 
تصدت بإصرار، غير عابئة بالمسار، وابتهلت الى الله وتـضرعت ولم تهدأ ولم تستكِن، حتى مل ذلك الصقر وذهب لغصن آخر وقف عليه متأملا غير فاهم ما جرى.. تاركاً اليمامة تشكر ربها على حماية غصنها العتيق الذي فرح بانتماء يمامته وشجاعتها وإصرارها في الدفاع عن الحق..
 
آمنت بربها فاستجاب.. دافعت عن الحق بالحياة السعيدة..
 
جلست تحضن غصنها بكل الحب:
 
لا تخف يا رفيق العمر نؤمن أن الله معنا والحق معنا.. فلا نخشى شيئاً..
 
نم واسترح وأنا سأتلو عليك صلاة المحبة والنجاة
 
- يمامتي... رفيقة عمري... شكراً
 
طمأنت الغصن العتيق وربتت كتفه، نظرت اليه نظرة الحنان المعتادة... لا تدمع يا غصني ولا تجزع، أنا على يقين تام أن ما من طير آخر باستطاعته مشاركتي غصني الذي أثمر، ولم أرتعب لأنني أعلم أن مسكني ثناياك... ومسحت الدموع بعينيها وسقته من ماء قلبها ونامت على كتفه وأعادت السكينة الى نفسها ونفسه...
 
***
 
... مع بشارة فجر جديد رأت نور قلبها، وخلود انتماء روحها..
 
غمزت له برمشٍ من ذهب الكلام

الصفحات