أنت هنا

قراءة كتاب سيف الياسمين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سيف الياسمين

سيف الياسمين

"سيف الياسمين" عنوان فيه من التّضاد بمثل ما فيه من معاني تضمينيةٍ تحملك على تصوّر ما يريده الكاتب.. فتسأل: كيف يمكن للياسمين بما فيه من نعومةٍ وليونةٍ وانسياب عطر، ان يستلَّ سيفاً، بما في السيف من مضاءِ حدٍّ ولمعِ نصل؟ ثم تعود لتتذكر قول الشاعر:

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 6
اليمامة والغصن العتيق  
 
- بيضاء تلك اليمامة
 
كم كانت حائرة على أي غصن تحط رحالَها
 
فاختارت غصناً منحنياً كأنه يصلي متعبداً خاشعاً لخالق المحبة والإنسانية
 
رحب بها أيما ترحيب و احتضنها بكل ما يحمل من سلام الأديان ونقاء القلوب وسمو الخلاص...
 
إنها قيامة النفس...
 
تسافر يمامتي بين ألوان قوسِ قُزح.. أجنحتها أفكار مشتتة.. تجوب شعاع الشمس..
 
وتعود لغصنها الندي.. يحملها بحب.. تحضن فراخ قلبها لتكبر وتنشر السلام متعلمة من خبرة غصنها العتيق أهمية الروح وحق المخلوق بالكرامة وانتماء الإخلاص للنفس المؤمنة..
 
الشمس حارقة كالغربة.. ونهر الزمن لا ينقطع.. والغصن بدأ يشعر بالجفاف، وخاف أن ينخره العمر.. وإذ بيمامته ترفرف مهفهفة تحط عليه.. فيشعر بأهميته، ويعرف ان لا غنى عن دوره في البناء رغم العجز.. ويصمد ويقوى، ويفرخ البرعم الأخـضر ويـشرب نقطة من الأمل ليستوقف العمر، وترتاح على هدوئه اليمامة..
 
***
 
... وجدائل الشمس تنسدل على مرج الخواطر.. وسكينة النفس تحاول أخذ استراحة من عناء الوجدان... ينتفض الغصن العتيق ويرتعد بقوة..
 
أجفلت يمامته المستكينة في حضنه تصلي وتدعو ربَّ السماء.. طالبة الهدوء والهناء.. مالك يا حاضني؟ أرعبتني يا رفيق العمر.. ومن بين ثناياك كدت ان توقعني
 
حزن الغصن العتيق واعتذر.. وقلبه بالدمع انهمر بخجلٍ عليها اطال النظر...
 
- آسف يمامتي.. فقد حاول أحد الطيور المارقة أن يحط عندي.. وأنا لا أريد لك شريكاً ..
 
... انحنت اليمامة ساجدة في محراب السلام شاكرة حامدة رب العباد لكل هذا المجد والسلطان لروح تحتضن توأم روحها..
 
خافت اليمامة على غصنها الذي عانى من لهيب القدر بعد أن دبت الحياة فيه من جديد وأثمر، مرت الساعات ثقيلة ووطأة نار الجحيم تصاعدت وشعرت بحرارة قلبها تعانق روحه وهو يرتعد.... ما بك يا غصني العزيز، يا من بخبرة الأفكار مثمر.... أريد أن أعانق عمرك وأعطيك بعضاً من دفئي علّك تنتعش وترتوي.... .
 
- لا تجزعي يمامتي هي غيمة صيف عابرة... هو إحساس بألَم ولّى وها أنا قد عدتُّ إليكِ سالماً، فلن يشاركني أحد بعبيركِ ولا حتى بروحكِ.... تعالي إليّ وإلى نبضاتي وليكن لقاء همساتنا هطولاً شافياً لغليل العذاب، وأوكسير حياة..
 
***

الصفحات