رواية "إنَّ وأخواتها... وحروف النصب" للكاتبة اللبنانية صونيا عامر، نقرأ من مقدمة الكاتبة:
يأتي عريس الغفلة، ليسأل الوالد ابنته وفاء، هل توافقين عـلى محمد زوجاً لك؟
أنت هنا
قراءة كتاب إن وأخواتها - وحروف النصب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
![إن وأخواتها - وحروف النصب إن وأخواتها - وحروف النصب](https://files.ektab.com/php54/s3fs-public/styles/linked-image/public/book_cover/re18f.jpg?itok=qGIt7lrF)
إن وأخواتها - وحروف النصب
الصفحة رقم: 8
- بدايات؟ نعم قرأتها، رواية "بدايات" أعتبرها واحدة من أجمل روايات الأديب معلوف، وأجمل ما يميزها استنادها إلى وقائع حقيقية حاكت تاريخ المؤلف شخصياً. في بداية القراءة لم أستطع التأكد فيما لو كانت أحداث الرواية تخص فعلاً لعائلة معلوف الحقيقية أم أنها مجرد رواية تنطبق عـلى معظم عائلات لبنان في ذلك الزمن، إلى أن تأكدت من اعتماد الرواية عـلى رغبة حقيقية من الكاتب لتدوين تاريخ عائلته بعيداً عن الجاه والسلطة وهنا يكمن السر.
من محاسن الرواية أنها غطت حقبة تاريخية وعـلى الرغم من معرفتنا جميعاً بها ألا وهي ما بين الحربين الأولى والثانية، إنما بأسلوب مختلف، أكـثر صدقاً وواقعية ويحاكي جمهوراً أوسع من المواطنين وليس فقط السياسيين ورجال الدين. فلقد سلطت الضوء عـلى معاناة كل من تسوله نفسه في ذاك الزمن أن يكون مختلفاً ومتحرراً من قيود وهمية لا تخدم سوى أصحاب النفوذين الأسوأ. لقد شرحت بأدق أعراضها الجانبية هجرة اللبناني نحو اللاعودة وما شابها من مآسٍ ومـسرات عـلى نحو متواز.
- أكملي أكملي، شوقتني.
- دارت رواية معلوف حول أسرتين مسحيتين بروتستانت وكاثوليك وثالث ثائر عـلى الطائفـتين توج ثورته بتأسيس أول مدرسة مختلطة ذاك الزمان، وعـلى مسار مواز شرحت بأدق التفاصيل حيوات إخوته الأكـثر واقعية والتزاماً وعرض أوجه الاختلاف والتلاقي عـلى حد سواء، وبأسلوب محايد تماماً كمدقق في قضية جنائية يبحث عن الحقيقة والحقيقة فقط. وهذا حقيقة ما اعتدناه من الأديب الكـبير الدقة والحياد بما يقدمه من معلومات. لغة الرواية اتسمت بالسهل الممتنع، فاللغة متمكنة مدروسة من ناحية الـسرد، أما الرسائل المرافقة والمستشهد بها فجاءت عـلى شكل خليط من العامية المحببة والفصحى. كما أن للمترجمة نهلة بيضون فضل كـبير بجمال ترجمة الرواية من نصها الأساسي بالفرنسية.
- ما هدف الرواية، إذاً؟
- هدف الرواية كما هو واضح دحض التعصب الديني وحث التطور والسعي نحو المعرفة، وبذات الوقت سلطت الضوء عـلى تكرار الأخطاء الـشرقية، فالقارئ يلمس اليأس والإحباط المزمن من حالنا نحن العرب أو بالأحرى الـشرق المتخبط والغارق بالتفرقة، وهكذا تتعاقب الوصايات من تركي لفرنسي وغـيره.
وهكذا تستمر السيدتان بالتهاتف يومياً تقريباً، وبكل الجدية والوقار والمنافسة الـشريفة حول ما تحمله نفسهما من أثقال روحية وفكرية تكاد تقض مضجعهما، لأنهما وعـلى ما يبدو مصابتان بالوسوسة، بوسوسة الشك والعياذ بالله، الشك بالمسلمات كافة، مهما كانت بديهية، فمن قال أنـني عـلى حق وأنك مخطئة؟ أو العكس؟ لمجرد أنك لست عـلى ملـتي أو ديـني؟ فالله عزّ وجّل دعا لعبادته وبشتى الطرق. ليأتي اليوم الذي تظهر فيه رنيم قلقها قائلة: أشتم رائحة الربيع التركي،،،، أهو تابع الـشرق الأوسط الجديد؟.