رواية "قصر الأحلام والكلام"، للكاتب الكاميروني باتريس نغانانغ، التي ترجمها إلى اللغة العربية الكاتب عدنان محمد، نقرأ من أجوائها:
أنت هنا
قراءة كتاب قصر الأحلام والكلام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

قصر الأحلام والكلام
الصفحة رقم: 4
بكل تأكيد، سمعت أيضاً صوت نْجُويا الرملي الذي يناديها من جوف سرير الموت، وسط ذهول الستمائة والثمانين امرأة. أوه، سارة ستسمع هذه الأصوات كلّها التي تتناثر دائماً عند أسفل هضاب حي نسيميونغ الخضراء، ستسمع هذه الصرخات وهذه النداءات، وهذه الثرثرات وهذه الأغنيات عن القدر. في الواقع، قصتها أغنية، أغنية مؤثّرة جداً وعميقة جداً بحيث أنها لا تستطيع أن ترنّ إلا في صمت الأب الذي كان غائباً يوم رحيلها. ظلّت سارة تبحث عن صوت هذا الأب طوال حياتها، طوال حياتها. هي تخشى الصوتَ الحازم لهذا الأب المجهول حتى في صدى نباحات الكلاب النهمة، ومواءات القطط الليلية.
وسأعود إلى هذا التفصيل.
عندما التقيتُ بها، لم تكن تتذكّر من السلطان إلا عينيه. وكيف تنساهما؟ كان وجه نْجُويا مُرضياً كهاوية، قالت لي.
ـ هاوية؟
ـ نعم.
ـ كيف؟
ـ كان كأنه يستطيع أن يبتلع روحاً.
وابتسمت. في سن التسعين، ما تزال سارة تُظهر الطفلةَ التي كانتْها في سن التاسعة: مذهولة. سألتُها ما إذا كانت قد نظرت إلى نفسها في المرآة فيما مضى، فردّت:
ـ لا. وكيف كان بوسعي أن أفعل ذلك؟
لم أستطع أن أصدّق أنها رأت نفسها لأول مرة عبر نظرة نْجُويا. فقالت مصحِّحةً:
ـ لا، نظرة الرئيس.
وهي تقصد نظرة شارل أتانغانا.