رواية "قصر الأحلام والكلام"، للكاتب الكاميروني باتريس نغانانغ، التي ترجمها إلى اللغة العربية الكاتب عدنان محمد، نقرأ من أجوائها:
أنت هنا
قراءة كتاب قصر الأحلام والكلام
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

قصر الأحلام والكلام
الصفحة رقم: 10
ـ 4 ـ
عينا سارة حكاية تبدأ بسؤال
ـ ما اسمك؟
كرّر آرونا سؤال العجوز:
ـ ما هو اسمك؟
شرح لسارة أني أحببتُ نسيميونغ، وأني أريد أن أعرف تاريخها. لم أعارضه حتى لو كانت معلوماته كلّها عني من نسج خياله. كان ينظر إليّ ويبتسم وهو يتكلّم. وأنا أعرف أنه يقدّمني أحسن تقديم لكي يطلب مكافآت على جهوده فيما بعد. يجب أن أعترف أني بحاجة إلى بعض الوقت لكي أردّ هذا الصبي إلى الجدّية. كيف خمّنتُ أن بقيةً من خيال نقدي ما تزال توجد في افتتانٍ كهذا بكل ما هو أمريكي-وبصورة خاصة من أجل الدولارات؟
ما جعلني أغيّر رأيي عن شبّان نسيميونغ هو الصمت الذي يهبط على كلامه المتناثر بمجرّد أن تفتح سارة فمها. في البداية، آرونا وحده هو من كان يطرح عليها الأسئلة. ولم أكن أستطيع أن أفعل شيئاً في الواقع، فسارة تعرفه منذ طفولته. قلت لنفسي بكل تأكيد هي تفكّر أني "زبونة" جديدة بالنسبة إليه، كشبّان الجامعة الذين غالباً ما يأتون حاملين آلة تسجيلهم ليسجّلوا حقائق المسنّين التي يسمّونها فيما بعد أدباً.
ـ اسمكِ؟
أجبت:
ـ برثا.
لمعت عينا سارة ونقلتا إليّ "آه!" وفي الوقت نفسه انفجرت في ضحكة لن أنساها أبداً، ضحكة فرضت الصمت على الكون. ورنّ صوت العجوز في الفناء ففرّق الدجاجات، ثم أضافت:
ـ ولكنك لستَ مثلها.
وتحوّلت ضحكتها إلى سعال مجنون، جعلها تكرّر "مثلها" في جري للكلمات كما لو أنها تريد أن تكبح التوثّب المفاجئ لذكرى قابعة في قاع ذاكرتها.
سألتً:
ـ مثل من؟
بقي آرونا حائراً.