أنت هنا

قراءة كتاب قصر الأحلام والكلام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
قصر الأحلام والكلام

قصر الأحلام والكلام

رواية "قصر الأحلام والكلام"، للكاتب الكاميروني باتريس نغانانغ، التي ترجمها إلى اللغة العربية الكاتب عدنان محمد، نقرأ من أجوائها:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5
ـ 2 ـ
اختطـــــاف ابنــة الآخـــر
 
وصل رسُل الرئيس الأعلى في وقت مبكّر جداً، فتركتْهم أمُّ سارة ينتظرون. كانت نظراتهم مُتوعِّدة كرجالٍ آتين بمهمة. وكان أحدهم يعتمر خوذة استعمارية وهو غزير الشعر على صدره وظهره، وعلى خصره مئزر أرجواني معقود على جانبه، مع زهرة تتدلّى برخاوة. طريقته في الحركة تنمّ عن مراقب استعماري بقدر ما تنمّ عن نصّاب، أو عن الاثنين معاً.
وهو من طلب "الفتاة"، فردّت الأم بصوت حانق:
ـ لن تهرب!
التفت المراقب النصّاب نحو رفاقه فانفجروا ضاحكين، ثم قال بعد لحظة صمت:
ـ نعلم ذلك... نعلم ذلك!
وأيّده رجاله قائلين بجوقة واحدة:
ـ نعلم ذلك.
ـ نعم، نحن نعلم.
قدّمت لهم أم سارة ماءً وطعاماً، وجلسوا في غبار فناء البيت، ودخّنوا سجائر، وتبادلوا رواية نكات جنسية لم تُضحك سواهم. ومع ذلك فإن قائدهم، الرجل الذي يعتمر الخوذة، لم يكن يخفي أهميته. سأل أمَّ سارة ثلاث مرات، وثلاث مرات أجابت إن الفتاة ليست جاهزة بعد. وفي المرة الرابعة غضب الرجل وقال وهو يشد المئزر حول خصره كمن سيدخل في مشاجرة:
ـ علينا أن نذهب!
ـ علينا...
ـ الذهاب.
توسّلت إليهم أم سارة:
ـ خمس دقائق أخرى، من فضلكم...من فضلكم خمس دقائق أخرى.
سد الرجل أذنيه بأصابعه، وأشار إلى رفاقه فنهضوا ونفضوا الغبار عن مؤخراتهم وأزالوا تقلّص سيقانهم. وبصق بعضهم على الأرض. إن تفصيلات حبٍّ أمومي يمكن أن تجعل رئيساً إلى الأبد على طريق الزمن الضائع، الرجال يعرفون ذلك.
انفجر الرجل ذو الخوذة صارخاً وهو يُبدي ظاهر يده:
ـ يا امرأة! ليس لدينا وقت!

الصفحات