أنت هنا

قراءة كتاب حوار الحضارات في القرن الحادي والعشرين - رؤية إسلامية للحوار

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حوار الحضارات في القرن الحادي والعشرين - رؤية إسلامية للحوار

حوار الحضارات في القرن الحادي والعشرين - رؤية إسلامية للحوار

في خضم دعوات الصدام ومقولات الصراع وازدواجية المعايير غير العادلة والأحكام المسبقة المبتسرة عن الآخر المختلف، تبرز مسألة الحوار بين الحضارات كقيمة وكقضية محورية ورئيسية لعصرنا الراهن، لأبعاد شبح العدوات المدفونة التي يراد لها أن تحيا من جديد تحت نظريات وأطر

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 1
توطئة
 
عندما أقدمت على اختيار موضوع حوار الحضارات في القرن الحادي والعشرين كنت متهيباً من هذا الاختيار، وهذا التهيب ليس ناجماً من قضايا الحوار المطروحة في هذه الدراسة، بقدر ما كان اعتقادي أن بعض المحاور لم تكن مطروقة، أو سبق وان تم تناولها بشكل مستفيض من خلال دراسات وأبحاث متعمقة، لكنني بحكم اهتمامنا بقضايا الحوار وأهميته القصوى في ظرفنا الراهن أقدمت على اختيار هذا الموضوع وخاصة ما قاله صموئيل هنتنغتون في اطروحته : صراع الحضارات وانعكاس هذه الأطروحة على الأوضاع السياسية والاستراتيجية بعد أحداث 11 سبتمبر 1 0 0 2، حيث أن بعض المؤسسات الفاعلة في الغرب أعادت إلى الأضواء من جديد هذه الأطروحة، وربطت بينها وبين ما حصل من هجمات على نيويورك وواشنطن، واعتبرت أن نبؤءة صموئيل هنتنغتون قد تحققت بالفعل من خلال هذه الأحداث، وبدأت التحرك لتأجيج مقولات الصدام والصراع مع العرب والمسلمين، وتراجعت عن الكثير من الآراء والمفاهيم المطروحة المتعلقة بالحوار ودوره في السلام والوئام، وحل القضايا العالقة بين الحضارات والثقافات·
 
والحقيقة أن الحضارات تقابلت وتعايشت وتصارعت لكنها ظلت أقرب للتعايش والتسامح وبقي الصراع والتنافس محدوداً بظروف معينة، فالأهم هو الاستعداد للتعايش والندية في التعامل، ومن هنا وجب على الإنسانية أن تفهم بشكل أفضل لغة الحوار مع الأمم الأخرى·
 
والحق أن لا الإسلام ولا المسيحية في تاريخهما الطويل يأخذان الصدام أيديولوجية·· مضادة للآخر، إنما الذي أجج الصدام هي عوامل أخرى يجب أن توضّح في إطارها التاريخي، وهذه قضية لها تقييمها من أهل الاختصاص، لكن اللافتة الجديدة للصدام ليس لها مبرر على الإطلاق، لكنها تقدم الهيكل النظري لتأجيج الخلافات والصراعات بين الحضارات والثقافات الإنسانية لأسباب سياسية وأيديولوجية·
 
فأطروحة هنتنغتون تسهم في تأجيج الصراع المفترض وإعادة طرح العداوات القديمة المدفونة بمفاهيم ونظريات جديدة وافتراضات قد لا تكون صحيحة في الواقع، لكنها ربما تجد من يصغي لها في ظل التوتر والتنافس في وقت تحتاج الإنسانية إلى التعاون والتعايش والتماسك والوئام·
 
والقضية التي نطرحها في هذه الدراسة أن الحوار مبدأ أصيل في الإسلام وفي الديانات السماوية، إنما الأهم أن يكون الحوار مجدياً وصادقا، ولا أعتقد أن أحداً سيرفض مبدأ الحوار·· لكن من الواضح أنه الحوار الذي يحقق أهدافه في تعايش الأمم والحضارات·
 
ولذلك نعتقد أن قضية الحوار أصبحت من القضايا والموضوعات الهامة لكل المشكلات العالقة أو الخافتة في عصرنا الراهن، سواءً على المستوى الداخلي في المجتمع الواحد، أو على المستوى الخارجي مع الحضارات والثقافات الأخرى· فالحوار يظل مطلباً لا غنى عنه للإنسانية جمعاء، إذا ما أرادت أن تعيش بمنأى عن الخلافات والتوجسات والصراعات، كما أن الحوار هو المنهج الصحيح للتفاهم والتعايش والتواصل بين الأمم والشعوب·
 
في هذا البحث تتبعنا كتابة ومناقشة المحاور المطروحة، وفق المنهج العلمي والموضوعي وغيرها من المعايير المطلوبة·
 
عبد الله علي العليان
 
صلاله سلطنة عمان
 
مارس 2003

الصفحات