يتحدث الدكتور نصير الزبيدي ; الإنسان الراقي ، والمواطن الصالح ، والرجل الملتزم ، والتلميذ النجيب ، والصديق الصدوق ، في كتابه الموسوم ، " الولايات المتحدة الأمريكية وإدارتها للأزمات الدولية " ، بأسلوب أكاديمي ، ونفس علمي تفوح منه رائحة الجدية في انتقاء الأدل
أنت هنا
قراءة كتاب ادارة الولايات المتحدة للأزمات الدولية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
ادارة الولايات المتحدة للأزمات الدولية
الصفحة رقم: 2
ومن هذا القول يمكننا أن نعرج على ما جاء في هذا الجهد العلمي ، بصدد معالجة الولايات المتحدة الأمريكية للأزمات السياسية الدولية التي تواجهها ، أو تلك التي سعت إلى خلقها ومواجهتها ; استنادا إلى إستراتيجية مواجهة الأزمات بأزمة أو أزمات . فقد نجح المؤلف في صياغة الجانب النظري للأزمة ، وبدون ذلك يكون من الصعب جداً فهم الحقيقة وحقيقة الأزمة ذاتها سواءاً كانت تلك الأزمة عامة أم دولية ، صغيرة أم كبيرة ، واضحة أم خفية ، وهنا ظهرت درجة الوضوح في توصيل الجانب النظري بالواقع العملي للسياسات الأمريكية في مواجهة أزمتين كبيرتين خطيرتين ، مستمرتين ، لحينٍ قد تبقيان طويلاً ويكلفان كثيراً . وهو ما وضع قادة القرار السياسي الأمريكي أمام الامتحان الكبير الذي طالما تحدث عنه صناع القرار الأمريكي عن كيفية مواجهة مشكلتين أو أزمتين كبيرتين وإمكانية التعامل معهما بنجاح . فمسألة البقاء أو الخروج من العراق وأفغانستان هم مفتاح التعامل الأمريكي مع تلك الحالتين ، خاصةً إذا ما نظرنا إلى حالة الاحتلال وتداخلات الأفعال وردودها على جميع الأصعدة . فاستمرارها وتعقدها قاد جميع الأطراف المنغمسة في هذا المأزق إلى الدرجة التي يصعب على الكثير من أهل الخبرة والرأي إلى الحيرة وعدم القدرة على أبداء المواقف والحلول السديدة المدعمة بالحقائق والدلائل الشافية والمقنعة .
ويمكننا أيضاً أن نصل إلى المرحلة التي كادت أن تبعث بأمل التغيير الجاد في إدارة تلك الأزمات بالنسبة للولايات المتحدة ، بعد مجيء الإدارة الأمريكية الجديدة التي روج لها وقادها الرئيس باراك أوباما وفريق عمله من الجيل الجديد وبعد رفعهم شعار التغيير في إدارة شؤون الدولة داخلياً ، والتركيز الكبير على التعامل الدولي وسبل حل الأزمات الدولية التي تواجهها . كل هذا حدث بعد أن أعترف الأمريكيون أنفسهم والعالم بفشل الإدارة الأمريكية دولياً ، وانهيار سمعتها الدولية إلى أدنى مستوياتها ، خاصةً في الكيفية التي سلكته أمريكا في معالجة تلك الأزمات والأساليب غير المعهودة في تنفيذها لسياستها الخارجية وسمعتها الإنسانية ، وعلى الرغم من أن المجتمع الدولي برمته ; ومن هو في خضم هذه الأزمات كالعراق وأفغانستان على وجه التحديد ، ومن هو داخل فيها بشكل مباشر أو غير مباشر من الأطراف الدولية الأخرى ، جميعهم خاب ضنهم إلى درجة غير قليلة لما حدث بعد مجيء الإدارة الأمريكية الجديدة وما ألزمت نفسها به من وعود . ففي واقع الحال لم نلمس الشئ الملموس من دعوات التغيير ، ونحن بانتظار ما يمكن أن يكون المنطلق الجديد للنوايا والتعابير ، وحق الشعوب في رسم المصير ، والسعي إلى خلق الأجواء المساعدة لكل الأطراف الغاطسين في الأزمة من خلال الاقتداء بقول الزعيم الراحل غاندي ، " يجب أن تكون عوناً لخصمك على خطته " . فهو خير طريق للعمل على حل الأزمات بكلف أقل ونجاح أكبر . بارك الله بهذا الجهد وبكل جهد نافع لأهله وللآخرين .
الاستاذ الدكتور: حسن البزاز
استاذ العلاقات الدولية وادارة الازمات