كتاب " الزير سالم" ، تأليف ممدوح عدوان ، والذي صدر عن دار ممدوح عدوان للنشر
أنت هنا
قراءة كتاب الزير سالم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
فالناس يدافعون عن الصورة النمطية التي في أذهانهم عن البطل. والحقيقة التاريخية تخرب هذه الصورة وتشوهها. ولذلك فإن إنكار هذه الحقيقة أسهل عليهم من تقبلها. ويأتي الإنكار إما من خلال اتهامنا بالتزوير، أو بالتحريف من أجل الإسقاط، أو بالجهل بالتاريخ أو بالسيرة.. ناهيك عن الاتهام بمعاداة الأمة وتشويه صور أبطالها.
والأمر الذي لم أحسب له حساباً، بالفعل، هو الحساسية القائمة (ما تزال قائمة) بين البكريين والتغلبيين، أو بين القيسيين واليمانيين. وقد انبرى أكثر من متعصب لإحدى الجهتين باتهامي بممالأة الجهة الأخرى، أو تعمد تشويه هذه القبيلة أو تلك. ولا حاجة بي إلى تكرار القول إن بكراً وتغلباً قبيلتان عريقتان مجيدتان نعتز بهما. ولكن الحرب بينهما قد وقعت. ولم ينكر وقوعها أحد، وعلى هذه الحرب بنيت السيرة. كما أن الحروب بين القيسيين واليمانيين في تاريخنا أشهر من أن يشار إليها. واستمرار الحرب يعني أنه لم يستطع طرف أن ينتصر على الآخر انتصاراً نهائياً. وهذا يعني أن الحرب كانت سجالاً. وأن هذا الطرف انتصر في معركة، ثم انهزم في غيرها.
ولكن هذا كله ولَّد لدينا فرصة لمناقشة جدية حول الدراما وعلاقتها بالتاريخ وبالسيرة الشعبية، من خلال الرد على بعض الطروحات، لعل هذه المناقشة تعود بفائدة ما على القارئ، وتلقي الضوء على بعض الالتباسات التي حدثت.