كتاب " الزير سالم" ، تأليف ممدوح عدوان ، والذي صدر عن دار ممدوح عدوان للنشر
أنت هنا
قراءة كتاب الزير سالم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
معلومات خاطئة
نحن بنات طارق
نمشي على النمارق
المسك في المفارق
والدر في المخانق
إن تقبلوا نعانق
أو تدبروا نفارق
فراق غير وامق
عرس المولي طالق
والعار منه لاحق.
هذه الأبيات لا يعرفها كثيرون منا، إلا حين قرأنا أن النساء القرشيات قد غنَّينها يوم غزوة «أحد». وأنا أعرف مسبقاً ماذا كان يمكن أن يكون عليه موقف بعضهم لو أنني أوردت هذه الأبيات في مسلسل الزير سالم. سيعتبرون على الأقل أنني أجهل التاريخ. أو أنني أقسر التاريخ مغافلاً القارئ أو المتفرج، لأنقل شعراً مرتبطاً بموقف معين إلى موقف سابق له بسنوات طويلة. إذ ما الذي يربط شعراً نقل إلينا من خلال معركة «أحد» التي كان فيها الرسول العربي (ص) إلى حدث جرى قبل ولادة الرسول بسنوات طويلة.
ولكن التاريخ الموثق يقول إن هذه الأرجوزة، كما يورد صاحب «الأغاني»، قد رددتها النساء البكريات يوم «تحلاق اللمم»، التي خاضها البكريون ضد التغلبيين في أول لقاء بينهما بعد انضمام الحارث بن عباد إلى الحرب، وانتصروا فيها انتصاراً ساحقاً. وكان الحارث بن عباد، سيد بني بكر، قد اعتزل الحرب قبل هذه المعركة، وانضم إليها بعد مقتل ابنه جبير (أو بجير) – وقيل إنه ابن أخيه.
وقد جاء في معجم البلدان لياقوت: «كان أول يوم شهده الحارث بن عباد يوم قضية، أو يوم تحلاق اللمم، لأن بني بكر حلقوا رؤوسهم يومئذ. وجعلوا ذلك علامة بينهم وبين نسائهم. وعندما استحرَّ القتال»، حدث ما يلي (وهو ما لم نورده في المسلسل):
«تقدمت إحدى فتيات بكر وخلعت ثيابها ورمتها وسط المعركة، ثم اقتدت بها أختها ومشتا بين صفوف المقاتلين عاريتين تنشدان وتصيحان: