كتاب " الزير سالم" ، تأليف ممدوح عدوان ، والذي صدر عن دار ممدوح عدوان للنشر
أنت هنا
قراءة كتاب الزير سالم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
هذا يعني أن المعلومات المتوفرة لدى الكثيرين منا ليست دقيقة أو أنها في حاجة إلى التدقيق والرجوع إلى المراجع. قليل من البحث والجهد يوصل إلى معلومات قد تكون مفاجئة، ومثيرة لاستنكار أولئك المعتمدين على ثقافة السماع والمقاهي والمحفوظات المدرسية الأولى. وأنا أرى أنه من المعيب أن نكتب عن تاريخنا أو سيرنا الشعبية دون السعي لنبش المعلومات المبعثرة في الكتب لتحقيق أكبر قدر من المصداقية، حتى لو كانت النتيجة غير مرضية لكثيرين.
ما حدث معي في مسلسل الزير سالم من الاصطدام بالآخرين ينبع أساساً من هذه الإشكالية. فالجميع يعرفون الزير سالم. يعرفونه من الذاكرة الطفلية أساساً. ويعرفونه، ربما، من خلال سماعهم أو قراءتهم للسيرة الشعبية المرتبطة بحرب البسوس والزير سالم. ولعل الكثيرين منهم لم يسمعوها من الحكواتي ولم يقرؤوها ، بل سمعوا شذرات منها من أهاليهم أو عجائزهم، فاعتبروا هذا السماع مرجعية معرفية نهائية.
وصاروا يعتبرون معرفتهم هذه بالزير سالم تأكيداً على ملكيتهم له، واحتكاراً لمعرفتهم به، بحيث يصبح أي مساس بها أو مخالفة لها خرقاً لمصداقية مكرسة في الذاكرة. وهذه المصداقية أو الملكية تكتسب قدسيتها لأنها تصبح جزءاً من الميراث الشعبي المقدس الذي لا يجوز المساس به.
وهناك أكثر من تفصيل في الذاكرة السماعية الشعبية أو المدرسية أو الطفلية يحتاج إلى مراجعة توثيقية يجب أن يقوم بها المثقف الجاد بوصفه باحثاً أو مستفيداً من التراث لعمل إبداعي.