كتاب " ما الذي أؤمن به " ، تأليف : برتراند راسل، وترجمة :
قراءة كتاب ما الذي أؤمن به
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ثالثاً، العقلانية والفلسفة
دافع راسل عن العقلانية طيلة حياته، ورفض الإيمان بأية قضية أو رأي لا تدعمها الأدلة بشكل عقلاني واضح1. من جهة أخرى، متبعاً هيوم بشكل رئيس، يرى راسل أن للعقل حدوداً، وأن الموقف العقلاني أيضاً يقتضي بأن نسلّم بأن فهمنا للعالم محدود بحدود العقل.
رفض راسل، وبشدة، التيارات اللاعقلانية التي انتشرت في القرن العشرين، والتي دعت إلى التخلي عن العقل والتسليم بالخرافات، تحت ذرائع مختلفة، منها نجاحات علم النفس الفرويدي والحربين العالميتين وانتشار البراغماتية والنسبوية ودعاة الحقائق النسبية المحلية.
في المقابل، تيارات لاعقلانية، كفلسفة نيتشه، عادت المسيحية ودعت إلى أخلاق القسوة والوحشية؛ وقد استخدم النازيون نيتشه بنجاح باهر كما نعلم. التيارات التاريخانية، التي تدعي أنها تثبت أن الدين بأكمله خاطئ، وينتمي إلى مرحلة تاريخية مختلفة متخلِّفة، كفلسفة ماركس وأتباعه وغيره من التاريخانيين، أدت إلى فرض الإلحاد، ورفض التسامح، طالما أنها تملك الحقيقة. موقف راسل العقلاني الليبرالي المنفتح، هو في العمق موقف متسامح قائم على قبول الآخر واحترام رأيه. نتمنى من القارئ أن يفكر ملياً في هذه المواقف الثلاثة، وفي مآلاتها في الفلسفة الغربية والتاريخ الغربي، وفي انعكاساتها على ثقافتنا.