قراءة كتاب ما الذي أؤمن به

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ما الذي أؤمن به

ما الذي أؤمن به

كتاب " ما الذي أؤمن به " ، تأليف : برتراند راسل، وترجمة :

تقييمك:
3
Average: 3 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

يعتمد السؤال حول الخلود الفردي على أرضية مختلفة نوعاً ما. هنالك احتمال أن نجد هنا برهاناً سلبياً أو إيجابياً. الأفراد جزء من العالم اليومي الذي يهتم به العلم، والشروط التي تقرر وجودهم ممكنٌ اكتشافها. قطرة الماء ليست خالدة، فنحن نستطيع تفكيكها إلى أوكسجين وهيدروجين. لذلك، إذا ادّعت قطرة الماء أن لها خاصية مائية سوف تبقى بعد تفككها لكنّا مجبرين على الشك في هذا الادعاء. بأسلوب مماثل نعرف أن الدماغ ليس خالداً، وأن الطاقة العضوية للجسم الحي تنتهي مع الموت وتصبح غير فعّالة. كل الأدلة تشير إلى أن ما نعتبره حياتنا العقلية مرتبط بالبنية الدماغية وبالطاقة الجسدية العضوية. لذلك من المنطقي أن نفترض أن الحياة العقلية تتلاشى عندما تتلاشى الحياة الجسدية. البرهان احتمالي فقط، ولكنه بقوة تلك البراهين التي تعتمد عليها النتائج العلمية.

هنالك العديد من النقاط التي يمكن الاعتراض عليها في هذه النتيجة. تؤكد الدراسات النفسية وجود أدلة عملية فعلية على البقاء، وبدون شك فإن نهجها، من حيث المبدأ، صحيح علمياً. ربما تكون الأدلة من هذا النوع قوية بشكل لا يسمح لأي شخص ذي ميل علمي برفضها. القيمة التي يجب إعطاؤها لهذا الدليل تعتمد على الاحتمالية السابقة لفرضيات البقاء. يوجد عدة طرق مختلفة لتفسير مجموعة من الظواهر، ويجب الاختيار، لدعم هذا الدليل، من هذه الطرق تلك التي هي مسبقاً أقل احتمالاً. فأولئك الذين يرون أننا نبقى بعد الموت سوف يكونون جاهزين لتبني هذه النظرية كي تفسر الظواهر النفسية. أما أولئك الذين، وعلى أسس مختلفة، يرون أن هذه النظرية غير معقولة سوف يبحثون عن تفسيراتٍ أخرى. بالنسبة إليَّ، أعتقد أن الدليل المقدّم من خلال الأبحاث النفسية أضعف بكثير من ذلك المقدم من خلال الأبحاث الفيسيولوجية. ولكنني أعترف بشكل كامل بأنه من الممكن في أية لحظة أن يصبح الدليل الأول أقوى، وفي هذه الحالة يصبح عدم إيماننا بالبقاء لا علمي.

الصفحات