كتاب " ما الذي أؤمن به " ، تأليف : برتراند راسل، وترجمة :
قراءة كتاب ما الذي أؤمن به
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الإنسان جزء من هذا العالم الفيزيائي، غير المثير بحد ذاته. جسد الإنسان، كأية مادة أخرى، يتكون من بروتونات وإلكترونات، وكما نعلم إلى حدّ الآن، يخضع لنفس القوانين التي تخضع لها النباتات والحيوانات. لا يزال البعض يؤكد أنه من المستحيل إرجاع الفيزيولوجيا إلى الفيزياء، ولكن حجتهم ليست مقنعة تماماً ويبدو أنه من الحصافة الافتراض بأنهم مخطئين. يبدو أن ما نسميه «أفكارنا» تعتمد على سبل تسلكها في الدماغ بنفس الطريقة التي تعتمد بها الرحلات على سبل تسلكها على الطرقات وسكك الحديد. ويبدو أن الطاقة المستخدمة في التفكير لها أصل كيمائي. على سبيل المثال، نقص اليود سوف يحوّل رجلاً ذكياً إلى أحمق. يبدو أن الظواهر العقلية مرتبطة بالتركيب المادي.
إذا كان الأمر كذلك، فلا أستطيع الافتراض أن البروتون أو الإلكترون المفرد يستطيع «التفكير»، كما أننا لا نفترض أنه يستطيع ممارسة كرة القدم. أيضاً لا نستطيع الافتراض أن تفكير الفرد سيبقى بعد موت جسده، بما أن ذلك يدمر تنظيم الدماغ ويبدد الطاقة التي تستخدمها السبل الدماغية.
الله والخلود، العقائد الأساسية في الدين المسيحي، لا تجدان أي دعم من العلم. لا يمكن القول أن أياً منهما جوهري للدين، بما أن كليهما غير موجود في البوذية. ( فيما يتعلق بالخلود، الحكم المطلق قد يكون مضللاً، لكنه صحيح في التحليل النهائي). ولكننا في الغرب نعتقد أنهما العنصران الأساسيان في اللاهوت. بلا شك سوف يستمر الناس بالإيمان بهما، لأنهما يبعثان السرور، كما يبعث السرور الاعتقاد بأننا أخيار وأن أعداءنا أشرار. ولكن بالنسبة إليَّ لا أجد سنداً لأي منهما. أنا لا أدعي أنني قادر على إثبات أن الله غير موجود. وبنفس الوقت أنا لا أستطيع أن أثبت أن الشيطان وهم. قد يكون إله المسيحية موجوداً، وكذلك آلهة الأولمب، أو مصر القديمة، أو بابل. ولكن ليست إحدى هذه الفرضيات أكثر احتمالاً من الأخرى: توجد جميعها خارج سلطان المعرفة الممكنة، ولذلك لا يوجد أي سبب لنأخذ أياً منها على محمل الجد. لن أجادل مطولاً في هذا الأمر، لأنني قد بحثت فيه في مكانٍ آخر2.