أنت هنا

قراءة كتاب مؤتمر النجف رؤية نقدية قرآنية معاصرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مؤتمر النجف رؤية نقدية قرآنية معاصرة

مؤتمر النجف رؤية نقدية قرآنية معاصرة

يعد مؤتمر النجف الذي حدث في نهاية الصراع الطائفي الطويل الذي أثير بين الصفويين والعثمانيين قبل أكثر من قرنين ونصف، من المحطات والمشاهد الحاسمة والمؤتمرات المهمة التي دعت إلى الوحدة والتقارب المذهبي بين السنة والشيعة، وقد وجدت فيه الكثير من المقررات والمفردا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 3
قال تعالى: ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك، ولذلك خلقهم(1) وقال: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمةٍ سواءٍ بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله ..) ولكن في الوقت نفسه لم أجد حدثا تاريخا أسيء إليه وأسيء فهمه، كما حدث مع حادث مؤتمر النجف سواء في وقت انعقاده أم في محاولة نشره وعرضه على المسلمين خلال العقود الأخيرة، بحيث تم إجهاض ثماره وأهدافه الوحدوية في الحالتين لأسباب سنأتي عليها لاحقاً.
 
ولقد كان يراودني -منذ سنين- أن أقوم بإعادة نشر هذا المؤتمر الفريد والمهم في تاريخ الأمة، وفق المسطرة القرآنية والمنهج الوحدوي المحايد، بعيدا عن التكلف والتشدد والإدانة لهذا الطرف أو ذاك، وقد تشرفتُ سابقاً بإخراج كتب ومقالات عديدة في موضوع الطائفية وسبل علاجها، والدعوة للوحدة والتقارب بين المذاهب الإسلامية، لاسيما مذاهب الجمهور والإمامية، محاولاً إعادة صياغة وتحقيق كتاب مؤتمر النجف الذي نشره السيد محب الدين الخطيب في الخمسينات من القرن الماضي، والذي جرت أحداثه على أرض النجف والكوفة( ) وذلك قبل قرنين ونصف من الزمان تقريباً، وبالتحديد في 22 شوال سنة 1156هـ الموافق 11/12/1743م، بين جمع من العلماء الأفاضل من السنة والشيعة برئاسة علامة العراق المعروف آنذاك السيد عبد الله السويدي، الذي دوّن وقائع هذا المؤتمر ضمن آثاره ومذكراته. ولقد وجدت هذه الرغبة في الشروع بالتحقيق للضرورات أعلاه، وبعد أن تغير الحال والواقع الذي كان يعيشه المسلمون في منتصف القرن الماضي حين خرج الكتاب بتحقيقه السابق.. وقد كان النفس المتشدد ما يزال مسيطراً على بعض الكتاب المسلمين من الطرفين، ولم تكن نوايا الوحدة والتقريب المخلصة قد تبلورت وانتشرت بعد بين المسلمين، فكان الكتاب على أهميته قد استخدم لإثبات خطأ المنهج الإمامي أمام منهج الجمهور، وكأنه إعلان عن انتصار للسنة على الشيعة، وليس لبث روح الوحدة والتقارب والدعوة إلى الوفاق والأخوة الإسلامية والتعايش البناء بين المسلمين، ومحاولة تصوير المؤتمر الذي أقيم على أرض النجف وبحضور علماء من الفريقين بأنه سني الطابع والأهداف، على الرغم من أن الواقع الفعلي كان يشير إلى حقيقة مهمة في أن أكثر المشاركين في المؤتمر كانوا من الشيعة سواء علماء النجف وكربلاء أم العلماء الذين حضروا مع السلطان نادر شاه راعي المؤتمر والداعي له – كما سنرى ذلك من خلال سرد أحداث المؤتمر - وكما رواها الشيخ عبد الله السويدي نفسه في مذكراته، فحاول الناشر تصوير المؤتمر – مع الأسف - على انه نصر وغلبة لأحد الفريقين على الفريق الآخر، ولذلك وجدنا ردة الفعل المتوقعة قد ظهرت في الجانب الثاني على شكل كتاب متشدّد النزعة والتفاصيل يدعو إلى تكريس المستحدثات والمكفرات والبدع التي كانت سائدة أبان الصراع الصفوي العثماني وتعميقها بين المسلمين، وكان يحمل اسم (مؤتمر علماء بغداد)، وقد نشر هذا الكتاب بعد كتاب مؤتمر النجف وكان رداً طبيعياً عليه، مصوراً ذلك المؤتمر المفتعل كأنه انتصار للشيعة على السنة، وقد مُلأ – مع الأسف - بالسب واللعن والطعن في كبار الصحابة وازدراء الجيل النبوي الشريف ومحاولة الحط من شأنه. وقد حاولنا تحليل بعض فقرات هذا الكتاب المنحول بطريقة علمية موضوعية في النصف الثاني من البحث، وحاولنا تبيان تناقضاته وأوهامه وركاكة طرحه، وكونه صنع وفق آلية رد الفعل المتشدد لنشر كتاب مؤتمر النجف بالطريقة المتشددة التي أشرنا إليها، بما لا يخدم منهج والوحدة ولا يفتح المجال للحوار الودي والتقارب والتسامح والتعايش الإسلامي الذي هو هدف المسلمين بكل مذاهبهم وأطيافهم من أجل إرساء قواعد الوحدة والسلام على الأسس القرآنية القويمة.

الصفحات