يعد مؤتمر النجف الذي حدث في نهاية الصراع الطائفي الطويل الذي أثير بين الصفويين والعثمانيين قبل أكثر من قرنين ونصف، من المحطات والمشاهد الحاسمة والمؤتمرات المهمة التي دعت إلى الوحدة والتقارب المذهبي بين السنة والشيعة، وقد وجدت فيه الكثير من المقررات والمفردا
أنت هنا
قراءة كتاب مؤتمر النجف رؤية نقدية قرآنية معاصرة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
وقد تم بحمد الله تحقيق متن كتاب مؤتمر النجف والتعقيب على بعض أحداثه، توضيحاً للمبهم منها وإسنادا لروح الوحدة والتقارب المذهبي وخدمة للدين والعلم، كما قمنا بالتصرف في جزء يسير ومحدود سواء بالتعقيب والإضافة أم حذف بعض الفقرات التي تحتوي على إطالة مملة وغير ضرورية أو تحاور غير مجدي لا يخدم الهدف الأساس للكتاب، لكي يعيش القارئ مع أحداث هذا المؤتمر الفريد، الذي كان -برأيي- قد وضع النقاط على الحروف في موضوع التعايش البنّاء والوحدة الإسلامية، وذلك بتأكيده على ضرورة إزالة المستحدثات والمكفرات التي شاعت بين المسلمين في القرون الأخيرة بسبب الصراع الدموي بين الصفويين والعثمانيين الذي دام ثلاثة قرون تقريباً. وأثر هذا الصراع في بلورة الطائفية وتعميق روح التشدّد والتعصب بين المسلمين، والتأطير والتنظير والتأصيل لتلك المستحدثات والعقائد المكفّرة والدخيلة على جوهر التشيع والتسنن، والفتن التي واكبت ذلك الصراع المرير خلال حقبته الطويلة( ).
ولعل البعض يسأل عن آلية الوحدة والتعايش والأخوة الإسلامية التي يمكن أن تعتمد بين الطرفين، كبديل عن آلية التكفير والتشدّد والتقوقع التي سادت في العصور الأخيرة( ).
إن منهجية التصحيح والتنقيح وإعادة كتابة التراث الإسلامي يمكن أن تتم على مراحل عديدة قد تصل إلى عدة عقود من الزمن، ويمكن أن يستمر التصحيح لدى الفريقين بصورة منفصلة ومتوازية، أي أن يعتمد التصحيح على ذاتية التصحيح وفق المنظور القرآني الوسطي حتى إذا اقترب التصحيح من مراحله النهائية يمكن عندها تداخل التراثين وامتزاجهما (أي ربما يحتاج الأمر إلى خمسين سنة أو أكثر) لكي نبعد الفريقين عن الجدل العقيم ولكي نلمس عملياً صدق توجه التيار الوسطي لدى الطرفين، ولفظه للمستحدثات التي طرأت على التراث( ).
إن هذه الآلية المقترحة التي تستند على تعاليم القرآن والسنة الصحيحة، وتعتمد على التصحيح وإزالة المكفّرات كمقدمة للوحدة والتعايش الإسلامي، ومؤطرة بروح الأخوة والتسامح والسلام الحق وإنهاء حالة الصراع بكل أشكالها.. ستضمن لنا – إن شاء الله - العمل المثمر لخدمة الإسلام وإحياء رسالته العظيمة لنشر حضارة القرآن الكريم في ربوع الأرض والحياة في ظل كتاب الله العزيز.