أنت هنا

قراءة كتاب مكامن الدر - سيرة حياة فخري أبو شقرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مكامن الدر - سيرة حياة فخري أبو شقرة

مكامن الدر - سيرة حياة فخري أبو شقرة

"مكامن الدر سيرة حياة فخري أبو شقرة"، كتاب صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. حرر هذه السيرة وقام بها محمد الظاهر وهو كاتب وصحافي، وهو يقول في معرض تقديمه للسيرة:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 5

ممارسات طفولية على الشواطىء القيسارية

لقيسارية ذكريات لا تنسى ما تزال عالقة في وجدان صاحبنا، فقد كان يقضي فيها الاجازة السنوية مع أبناء أخواله وأبناء خالته، يلعبون ويلهون على تلك الشواطىء التي كان للحياة فيها طعم آخر· كانت الاجازة بالنسبة له ولرفاق طفولته خالية من القيود، فقد كانوا يمتلكون حرية اللعب والنوم واللهو والاستيقاظ طوال شهور العطلة الثلاثة، ولم تكن تلك الشهور تخلو من المقالب، مما جعل لكل يوم من تلك الايام نكهته الخاصة ومتعته المختلفة·
ولا ينسى صاحبنا أيام الملوخية، فقد كان مع صغار العائلة يغرقون في صحون الملوخية يأكلونها بشراهة ومتعة، وحين يرون آثار الملوخية على وجوههم وملابسهم، كانوا ينطلقون على الفور إلى مياه البحر لتخليص تلك الثياب مما علق بها من آثار الملوخية·
اما البطيخ، فله قصة أخرى، فقد كان الكبار (والده وخاله وزوج خالته) يتـبعون نظاما معينا، حيث كان المصروف الاسبوعي من نصيب واحد منهم، وكانوا عندما يشترون البطيخ، يشترونه بالأحمال، أي يشترون الحمل كاملا، ثم يضعونه في غرفة شبابيكها من حديد حتى لا تتمكن أيدي الصغار من الوصول اليه، لكن ذلك لم يحل بين الصغار وبين البطيخ، فقد كانوا يختارون أكثرهم نحافة ليدخل من بين قضبان الحديد ثم يبدأ بمناولتهم البطيخ الصغير الذي يمكن ادخاله من خلال القضبان· وبعد أن يجمعوا ما تيسر لهم من بطيخ كانوا يحملونه وينزلون به إلى البحر، فيستخدمونه للعب بدل الكرات التي لم تكن متوفرة لهم في ذلك الحين، وحين يسأمون من اللعب يكسرون البطيخ ويأكلون ما بداخله ويغسلون أيديهم ويعودون إلى البيت فرحين·
ورغم هذه المغامرات اليومية الصعبة في الحصول على البطيخ، إلا أن صاحبنا ما يزال على يقين أن طعم ذلك البطيخ هو ألذ طعم عرفه في حياته، وأن تلك الأيام كانت من أجمل ايام حياته التي شعر فيها بجمال الحياة من خلال معانقته للطبيعة الجميلة، ومن خلال إحساسه بطعم الحرية الحقيقية في ذلك المكان·

الصفحات