أنت هنا

قراءة كتاب مكامن الدر - سيرة حياة فخري أبو شقرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مكامن الدر - سيرة حياة فخري أبو شقرة

مكامن الدر - سيرة حياة فخري أبو شقرة

"مكامن الدر سيرة حياة فخري أبو شقرة"، كتاب صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. حرر هذه السيرة وقام بها محمد الظاهر وهو كاتب وصحافي، وهو يقول في معرض تقديمه للسيرة:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

الشيخ الرهيب والبوهيمي العجيب والفران الغريب

في قيسارية ويافا تعرف صاحبنا الطفل إلى ثلاث شخصيات تعتبر من معالمها الهامة، الشخصية الاولى هي شيخ البحر، (يافا) وهو شيخ كبير ذو شعر ابيض ولحية كثة بيضاء، وكان يجلس على صخرة على الشاطىء مثل لغز رهيب· وهذه الرهبة هي التي جعلت العائلات تخيف اولادها به، كي لا ينزلوا إلى البحر· أما أسرة صاحبنا فلم تكن تتعامل معه بهذه الطريقة، لذلك لم يشعر بالخوف من شيخ البحر·
كان بيت صاحبنا يقع على البحر، وكان الشيخ الكهل يجلس هناك على الحجر الروماني الكبير، تماما كالشخصيات التي نراها في الأفلام، لذلك كان الكل يطلق عليه لقب شيخ البحر· فكان يذهب اليه ويجلس إلى جانبه فيجده رجلا في غاية اللطف والرقة والطيبة· وكان الشيخ معجبا بشجاعته، فكان يسرد على مسمعيه قصصا عن مغامرات الصيد والبحر تلك المغامرات والقصص التي كان يتساءل بينه وبين نفسه عن مغزاها ومعناها، مع أنه لم يكن له من العمر سوى ثلاث سنوات فقط·
لقد حدثه كثيرا عن قصص البحر، وصيد الأسماك، وكيف أنه كان صيادا ولديه مراكب لصيد السمك، وعن كميات السمك التي كانوا يصطادونها، لكنه لم يحدثه ابدا عن السياسة نظرا لصغر عمره، علما أن يافا كانت مسرحا واسعا للأحداث السياسية·
بعد أن دارت الأيام وضاعت البلاد رجعت العائلة إلى منطقة طولكرم، ليكتشف صاحبنا أن شيخ البحر كان من عائلة الصّدر في طولكرم وهو معروف في المنطقة كلها·
والشخصية الثانية هي شخصية الخواجة جورج، وكان جورج هذا يعيش حياة بوهيمية، فقد كان يلبس برنيطة استرالية عفـَّى عليها الزمن، ويلبس شورت القوات البريطانية، ويربط في وسطه حبلا تتدلى منه ركوة·
كان جورج هذا يعمل دليلا سياحيا للزوار الذين يأتون لزيارة الآثار في قيساريا، وكان يأخذ الزوار إلى البوابة وهي الجزء المتبقي من السور الروماني القديم· وعندما يتعب من المشي، يجلس على حجر مربع كبير بجانب الباب ليستريح، فيسأله السياح عن سر اهتمامه بذلك الحجر، فيجيبهم: على هذا الحجر كان يجلس يوليوس قيصر وملكة مصر كليوبترا يتبادلان القبل· ثم ينهض عن الحجر، فيتسابق السياح بالتقاط الصور لذلك الحجر·

الصفحات