أنت هنا

قراءة كتاب ذائقة الموت

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ذائقة الموت

ذائقة الموت

رواية "ذائقة الموت" للشّاعر والرّوائيّ الأردنيّ أيمن العتوم، الصادرة عن المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر، وهي الرّواية الثّالثة له بعد روايتَي "يا صاحبي السجن" و"يسمعون حسيسها".

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 6

أصابني الإرهاق، مددتُ جسدي على المقعد مُحاولاً أن أتخفّف من أعباء التّعب، خِلْتُني غفوتُ قليلاً، ورحتُ أحلم، رأيتُها تقف قريبًا من السّلّم المؤدّي إلى غرفتها، وأنا أقف إلى جانبها، مالت بجذعها عليّ، وابتسمتْ في وجهي، بدا وجهها مليئًا بالنّقط الحمراء، وسرى دمٌ زهريّ في عروق وجهها، ورأيت وجنتَيها تنتفخان تورّدًا، وهي تلبس ثوبها الأسود الّذي دأبتْ على ارتدائه طَوال حياتها···
لا أدري كم من الوقت مرّ، لا بدّ أنّه قصيرٌ جِدًّا، إذ إنّي صحوتُ فجأةً، ورأيتُ المشهد تمامًا كعهدي به قبل غفوتي، مجموعة من الأقارب تروح وتجيء، آخرون ينتبذون زاويةً يتحدّثون، بعضهم ابتعد قليلاً وراح ينفث دخان سجائره في غفلةٍ عن أعين الرّقباء، والنّساء جلسْنَ في صفٍّ طويل متراصّات، وقد عقدْنَ أيديهنّ أمامهنّ، واكتفينَ بالصّمت الكئيب على غير عادتهنّ حينَ يجتمعنَ!!
اعتدلتُ في جلستي، وفركتُ عينيّ، وأصلحتُ من هِندامي قليلاً، وناديتُ:
- حياة !!
- نعم، واثق· (اقتربتْ منّي وجلستْ إلى جِواري)· رحتُ أحدّثها كما لو كنتُ جائعًا إلى الحديث فحسب:
- امرأة عمّي كانت تُحبّني!
-······!!
- ظللتُ طوال أيّام دِراستي الأولى أتردّد على بيتها·
-·····!!
- غابتْ عنّي فجأة!!
- كيفَ؟!
- اختطفها الموت؛ الموتُ لم يتركْ لي صديقًا أو حبيبًا·

الصفحات