رواية "ذائقة الموت" للشّاعر والرّوائيّ الأردنيّ أيمن العتوم، الصادرة عن المؤسّسة العربيّة للدّراسات والنّشر، وهي الرّواية الثّالثة له بعد روايتَي "يا صاحبي السجن" و"يسمعون حسيسها".
قراءة كتاب ذائقة الموت
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ذائقة الموت
(وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ)
في المشفى، ظلّتْ عيناها مفتوحتَين دون أن تتحرّكا، أو يَطرِف رمشهما· عشرات الأسلاك والمُوصِلات غزتْ أنحاء جسدها السّاكن تحت جِهازٍ يُصدِر زعيقًا بين فترةٍ وأخرى، ويرسم خُطوطًا غير مفهومة··· دخلتُ الغرفة خِلسةً، هالني تجمّع الأطبّاء حول الجسد المُسجّى، سمعتُهم يتهامسون والكمّامات تُغطّي نصف وجوههم··· والعيون تتلاقى في منتصف الطّريق··· والرّؤوس تهتزّ اهتزازاتٍ خفيفة··· والأيادي تتناقل بعض الأسلاك···
لم أتمالكْ نفسي، سقط رأسي على صدري، جررتُ خطواتي إلى الخارج، وجلستُ شارِدًا على أقرب المقاعد···
ليس على الحقيقة أن تبين عن نفسها، وحدها تقف في وجوه المنكرين دون الحاجة لأيّ دليل· شخوص الحقيقة أبلغ من كلّ الأقوال· والحُزنُ شجرةٌ سُقِيت بماء الوحدة وترعرعتْ بعيدًا عن الشّمس·