كتاب "الريجيم بالرياضة واليوغا للرجال والنساء"، الذي ترجمه إلى العربية الكاتب والمترجم فؤاد الأسطة، لقد جرى تصميم برنامج «نشاطنا اليوغي» لمساعدتك على التخلص من جميع دهن جسمك ككل، حيث أن التخفيض السريع لل
أنت هنا
قراءة كتاب الريجيم بالرياضة واليوغا للرجال والنساء
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
وأنا شخصياً لا أستحسن الاهتزاز إذ أن المزيد من الدلائل التي تظهر تشير إلى انه قد يكون لهذا مضاعفات جانبية عديدة، خاصة للنساء، وحيث أن التخفيض السريع للدهن الكامن تحت الجلد هو أمر مستحيل واقعياً، ينبغي عليك أن تركز على تمرين العضل الذي تحته. المعالجة باليد أو بوسائل آلية للمنطقة المزعجة هي أمر عديم الجدوى، كما أعلم. فلمدة سنوات خلت، كان لي معدة عضلاتها صلبة صلابة الصخر من كل اليوغا، ولكن كان يجثو عليها امتداد صغير من الدهن الباقي بإصرار، لدرجة أنه لم يستطع أي مقدار من اللكم أو الضرب أو التمليس والهزهزة نزعه. إن كثيراً من معلمي اليوغا عانوا من مشكلة مشابهة تماماً. رغم ذلك، كنا نكره أن ننقص وزننا أكثر من مرحلة معيّنة، حيث بدأنا نبدو هزيلين ومنهكين الوجود. والآن، وبعد دراسة مستفيضة، أعرف لماذا كان لدي جيوب من الدهن على جسمي الأنيق من نواح أخرى، ولماذا جعلتني فقدان الوزن أبدو عليلة.
عندما تفقد وزنك بسرعة زائدة عن اللزوم باتباع نظام حمية ما، تفقد أنت أيضاً العضل مع الدهن الكامن تحت الجلد. على أية حال، سوف تفقد الدهن الذي في العضل فقط المرحلة الأخيرة جداً، في حالات التضور جوعاً. عندما تتبع نظام حمية ما بصورة قاسية دقيقة جداً، فإنك أيضاً تقلل من كتلة العضل الهبر. ففي دراسة حديثة جرت في ألمانيا، طلب من رعايا أصحاء أن يصوموا حتى يفقدوا /20/ رطلاً إنكليزياً (أي 453 غ × 20= 9.060 كيلو غراماً تقريباً). كان منها /17/ رطلاً إنكليزياً فقداناً بروتينياً، وثلاثة أرطال إنكليزية فقدان الدهن. بعبارة أخرى، كان الجسم في الواقع يأكل نفسه. لذلك، من الحكمة أن يهيئ المرء بنيته قبل اتباع نظام حمية ما، لأن الجسم الذي يمارس التمارين يستجيب بفقدان مقدار من العضل نتيجة الإجهاد بالحمية أقل من فقدان العضل في الجسم المتوعك. لقد حير الأشخاص البدينون الذين يتبعون حميات جوع تحت إشراف قاس، خلال الخمس السنوات الأخيرة، خبراء الوزن، حيث أن أوزانهم كانت نزداد على الرغم من حميات الجوع التي يتبعونها. وخلافاً للرأي الشائع، فإن البدينين لا يأكلون بالضرورة كميات أكبر من تلك التي يتناولها أصدقاؤهم ذوو البنية النحيلة. إنه لمن الصحيح أنهم أقل ممارسة للتمارين، ولكن كلاً منَّا يعرف شخصاً ما يحسد على نحول جسمه على الرغم من أنه يستطيع أن يأكل كل ما يرغب ولا يمارس أي تمرين، أيضاً. إن اتباع نظام حمية معينة لوحده فقط، يحرق الاثنين معاً العضل والدهن، ولا يقود إلا إلى ترهل الملابس والإرهاق. فمن الواضح، إذن، أن فقدان الدهن باستمرار ليس نتيجة اتباع نظام حمية معيّنة بمفرده، ولا هو يعزى إلى ممارسة التمرين بمفرده، ولكنه نتيجة ضم الاثنين معاً. ونحن نعلم الآن أن أكثر من 99.5% من جميع النّاس الذين يفقدون شيئاً من أوزانهم يستردون ما فقدوه بل أكثر. لماذا؟
إن السبب يعود إلى كيمياء الجسم. إن أجسام الأشخاص النحيلين تستهلك بصورة فعالة 100% من مخزونها، بينما استقلاب الجسم ذي الوزن المفرط يستهلك فقط 90% من مخزونه ويحول الـ 10% الباقية إلى دهن. والشخص البدين لسوء الحظ ذو فعالية كبيرة في توليد الدهن وادخاره، وليس في حرقه. فلهؤلاء النّاس كيمياء جسم دهني. كلّما ازددنا بدانة غيرت أجسامنا استقلابها لكي تنشئ المزيد من الدهن، أكثر من قيامها بحرقه والتخلص منه.
الاستقلاب العضلي عملية معقدة جداً، لا مجال للخوض في تفاصيلها هنا. يكفي أن نقول أن خلال العضلات الوحيدة التي لها أنزيمات (خمائر) محددة بمواصفات معيّنة والتي بمقدورها إحراق مقادير ضخمة من الحريرات بصورة كلية، في فترة زمنية قصيرة جداً. إن العضلات تحرق 90% من جميع الحريرات التي يجري إحراقها في الجسم. يتبع ذلك أنه عندما نستخدم عضلاتنا خلال ممارسة التمارين، فإننا، في هذه الحالة، نزيد من إطلاق قدرتنا الحرورية إلى خارج جسمنا (بزيادة تصل إلى 50 ضعفاً. وممارسة التمارين أيضاً تنتج أعداداً أكبر من هذه الأنزيمات (الخمائر) لذلك كلّما أصبحنا أكثر سلامة ولياقة، ازدادت قدرتنا على تحويل استقلاب عضلاتنا بحيث نأكل أكثر دون أن نسمن. وممارسة التمارين تولد المزيد من الأنزيمات (الخمائر). وهذه تساعد العضلات على استهلاك الدهن من أجل المزيد من الطاقة. لذلك، عندما تمارس التمارين تستهلك الدهن. ولهذا السبب فالأمر سهل ومقعد. خلافاً لما تدعيه بعض كتب اتباع نظام الحمية، فإن إنقاص الدهن ليس أمراً صعباً. كل ما عليك أن تفعله هو أن تمارس التمارين، وتراقب الغذاء الذي تأكله، والكمية التي تستهلكها. وعندما تعمل، تذكر باستمرار أنك تحول الكثير من نثرات الدهن إلى أنزيمات. إن من أسباب كون بعض الأشخاص نحيلين، ويبقون كذلك، هو أنهم يأكلون فقط عندما يجوعون ـ يأكلون قليلاً، ويتحركون أكثر من الأشخاص البدينين. وهم يمارسون التمارين عادة بلا وعي. اقصد، أنهم يتميزون بحركات عصبية. إنهم دائماً يتحركون بحيوية ونشاط، ويركضون عبر الغرفة أكثر من سيرهم سيراً عادياً. وهم أول من ينهض لإحضار شيء من الأشياء. وبعبارة أخرى، إنهم يتحركون. وهذا يعطينا مفتاحاً هاماً.
للتخلص من الوزن الموجود على قسم معين من الجسم، من الهام تطبيق ممارسة التمارين على الجسم بأكمله. ولكي تتخلص من الانتفاخات (الترهلات الدهنية) حول الوسط، ينبغي تطبيق ممارسة التمارين على الساقين أكثر من غيرهما، وسبب ذلك هو أن الساقين هما أضخم العضلات في الجسم، وبالتالي تستهلكان حريرات في تمرينهما أكثر بكثير من تمرين العضلات الأصغر منهما. أقصد، عندما تمرن العضلات الضخمة يستمد الجسم قدرته لفعل ذلك بسحب الدهن من المخزونات التي تحت الجلد ومن جميع نواحي الجسم. من هنا كانت الأهمية العظمى ترتكز على تمرين الساقين والردفين. وبصورة عامة، كلّما شذبت عضلاتك وأعطيتها الشكل الطبيعي، ازداد الجسم في تحويل الطعام إلى قدرة، بدلاً من أن يحوله إلى دهن.
وللتخلص من «الشحم المترهل» من جسمك ينبغي عليك أن تتخلص من اعتمادك على ميزان حمامك. من الممكن تماماً أن ينخفض قياس لباس شخص من 12 إلى 8 نتيجة خطة تماريننا، دون أن يفقد شيئاً من وزنه، بل إنه حتى يمكن أن يزداد قليلاً. عندما يفقد الدهن ـ أولاً من الطبقات التي تحت الجلد، وأخيراً من الدهن العضلي ـ سوف يتغيّر مظهرك من المنتفخ (المترهل) إلى مظهر اللحم الهبر اللين الطويل. وهذا يفسر لماذا يتساوى بعض الأشخاص معك في الوزن نفسه ومع ذلك يبدون أكثر نحولاً منك بكثير. ينبغي أن تتذكر- رغم أن وزنك قد يبقى ثابتاً ـ أن الدهن الذي في العضلة قد حل محله كتلة عضلية، وأن العضل أكثر وزناً من الدهن بكثير. وهكذا، تكون قد تخلصت من كمية كبيرة من الدهن، مع أن وزنك بقي على ما هو عليه، ذلك لأن العضل الثقيل حل محل الدهن. فقط لباسك، وشريط القياس هما اللذان يقصان الحكاية. ليس ثمة ميزان يستطيع قياس الدهن. عندما تنخفض النسبة المئوية لدهن جسمك، تصبح أنت، إلى حد كبير جداً، أكثر صحة وعافية. كل ما يتطلبه الأمر هو ممارسة التمارين الفعلية، وفن اليوغا اللطيف ـ أقصد، النشاط اليوغي.